الغيوب (?)}، فأسندوا علم الغيب لله وحده. وقال تعالى في شأن رسوله محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسّني السّوء إن أنا إلاّ نذير وبشير لقوم يؤمنون (?)}. والأدلة كثيرة جدًا، ولسنا في صدد التكلم عن هذه المسألة، وإنما هذا من باب التنبيه لتروا ما القوم عليه من مخالفات لصريح القرآن والسنة، وللأئمة، وللأمة الإسلامية، ها هو النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عندما ادعى المنافقون ومن وقع معهم من الصحابة مثل مسطح أن عائشة زنت لم يعرف النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أهو صحيح أم لا؟ حتى برأها الله من فوق سبع سموات، ونزل فيها قرآن يتلى، فلو كان يعلم الغيب كان سيعرف من أول مرة أنه كذب وزور وبهتان.

وكذلك الرافضة والشيعة ينسبون إلى أبي موسى الأشعري وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنّهما خدعا علي بن أبي طالب رضي الله عنه فلو كان يعلم الغيب كما زعموا كان سيعلم ذلك الموقف ولكن القوم قوم بهت كذبة، وكذلك النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في بعض الغزوات كان يرسل من يستطلع أخبار المشركين، فلو كان يعلم الغيب ما كان سيرسل أحدًا.

والرافضة والشيعة إسناد علم الغيب للأئمة عندهم شيء مسلّم به، وبوبوا على ذلك أبوابًا، وذكروا بعض المغيبات التي ذكرها الأئمة، كما هو موجود في بعض كتبهم منها كتاب ((سلوني قبل أن تفقدوني)) ومنها كتاب ((علي والوصية)) ومنها كتاب ((مفاتيح الجنان)) وغير ذلك من كتبهم، وكذلك ذكر في كتاب ((مفاتيح الجنان)) المتقدم الذكر أن أئمة آل البيت هم الذي سوف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015