ومن ذلك التماسيح، والتماسيح كثيرة في النيل وخاصة في الصعيد الأعلى وفي الجنادل فإنها تكون في الماء وبين صخور الجنادل كالدود كثرة، وتكون كبارا أو صغارا، وتنتهي في الكبر إلى نيف وعشرين ذراعا طولا، وتوجد في سطح جسده ممّا يلي بطنه سلعة كالبيضة تحتوي على رطوبة دموية وهي كنافجة المسك في الصورة والطيب، وخبّرني الثقة أنه يندر فيها ما يكون في غلو المسك لا ينقص عنه شيئا والتمساح يبيضُ بيضاً شبيها ببيض الدجاج، ورأيتُ في كتاب منسوبٍ إلى أرسطو ما هذه صورته، قال: التمساح كبده تهيج الجماع وكليتاه وشحمه في ذلك أبلغ، ولا يعمل في جلده الحديد ومن فقار رقبته إلى ذنبه عظم واحد، ولهذا إذاً انقلب على ظهره لم يقدر أن يرجع، قال: ويبيضُ بيضا طويلا كالإوَزّ ويدفنه في الرمل، فإذا أخرج كان كالحراذين في جسمها وخلقتها، ثم يعظُم حتى يكون عشر أذرع ويبيض ستين بيضة، لأنّ خلقته تجري على ستين سنّا وستين عِرقا وإذا سفد منى ستين مرة، وقد يعيش ستين سنة.

ومن ذلك الدلفين، ويوجد في النيل وخاصة قرب تنيس ودمياط.

ومن ذلك الاسقنقور ويكون بالصعيد وبأسوان كثيرا ويكون من نتاج التمساح في البر، وهو صنف من الورل بل هو ورَلٌ إلّا أنه قصير الذنب، والورل والتمساح والحرذون وإلاسقنقور وسميكة صيدا لها كلها شكل واحد، وإنما تختلف بالصغر

والكبر والتمساح أعظمها، وسميكة صيدا أصغرها تكون بقدر الإصبع وتصلح لما يصلح له الاسقنقور من تسخين الأعضاء والأنعاظ، وكأنّ التمساح ورلٌ بحريٌ، والورل تمساح بري والجميع يبيض بيضا، السقنقور يكون بشطوط النيل ومعيشته في البحر السمك الصغار وفي البر القطا ونحوه، ويسترطُ غذاءه استراطاً ويوجد لذكورته خصيان كخصي الديكة وفي مقدارهما ومواضعهما، وإناثه تبيض فوق العشرين بيضة، وتدفنها في الرمل فيكمل كونها بحرارة الشمس فعلى هذا إنما هو نوع برأسه، وقال ديوسقوريدس: أنه يكون بنواحي القلزم وبمواضع من بلاد الهند وبلاد الحبشة، ويفارق الورل بمأواه فإن الورل جبليٌّ والسقنقور بريٌّ مائيّ، لأنه يدخل في ماء النيل، ثم أن ظهر الورل خشن صلب وظهر السقنقور لين ناعم، ولون الورل أصفر أغبر ولون السقنقور مدبّج بصفرة وسواد، والمختار من الاسقنقور إنما هو الذكر دون الأنثى ويُصاد في الربيع، لأنه وقت هيجانه للسّفاد، فإذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015