المدرسة الرَواحيّة - أنشأها زكيّ الدين أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد بن أبي الوفاء الحمويّ وشرط في وقفها أن لا يتولاّها حاكم متصرّف ثمّ وليها القاضي زين الدين أبو محمّد عبد الله بن الشيخ الحافظ عبد الرحمان بن عبد الله بن علوان الأسديّ ولم يزل مدرّساً بها إلى أن ولي نيابة الحكم بحلب سنة ثلاث وعشرين فدرّس فيها أخوه القاضي جمال الدين أبو عبد الله محمّد ولم يزل بها إلى سنة اثنتين وثلاثين فتولّى نيابة الحكم بحلب عن أخيه قاضي القضاة زين الدين أبي محمّد عبد الله. فتولّى التدريس بها ابن أخيه بهاء الدين يوسف بن قاضي القضاة زين الدين ولم يزل بها إلى أن تُوفّي في أوائل سنة خمس وثلاثين فوليها بعده الشيخ الإمام نجم الدين أبو عبد الله محمّد بن محمّد ابن عبد الله بن عُلوان الأسديّ ولم يزل مدرّساً بها إلى أن تزهّد سنة تسع وثلاثين فخرج عنها. ثمّ وليها بهاء الدين محمّد الكرديّ ولم يزل بها إلى أن تُوفّي ووليها القاضي محيي الدين محمّد بن القاضي جمال الدين محمّد بن الشيخ الحافظ عبد الرحمان ولم يزل بها مدرّساً إلى أن تولّى نيابة الحكم بحلب ثالث عشر رمضان سنة أربع وأربعين وستّمائة فتولّى تدريسها كمال الدين أبو الفضائل أحمد بن القاضي نجم الدين الحسن بن عبد الله بن " أبي " الحجّاج الكرديّ ولم يزل بها إلى أن تُوفّي يوم الخميس تاسع عشر جمادي الآخرة سنة خمس وأربعين وستّمائة. ووليها بعده الشيخ مجد الدين محمّد بن هدية بن محمود الأُشْنُهيّ ولم يزل بها إلى أن تُوفّي في أوائل سنة ستّ وخمسين وستّمائة ووليها بعده عماد الدين أبو بكر بن محمّد بن الحسن الكورانيّ ولم يزل مدرّساً بها إلى أن قُتل في وقعة التتر بحلب.

المدرسة الشُعَيْبيّة - وكانت هذه المدرسة مسجداً يُقال إنّه أوّل ما اختطّه المسلمون عند فتحها من المساجد وعُرف بأبي الحسن عليّ بن عبد الحميد الغضائريّ أحد الأولياء من أصحاب سريّ السقطيّ. فلمّا ملك نور الدين حلب وأنشأ بها المدارس ووصل الشيخ شُعَيْب بن أبي الحسن بن حسين بن أحمد الأندلسيّ الفقيه فصيّر له هذا المسجد مدرسةً وجعله مدرّساً بها فعُرفت به إلى عصرنا ولم يزل مدرّساً بها إلى أن تُوفّي بها سنة ستّ وتسعين وخمسمائة في طريق مكَّة ودُفن بين تيماء وبين جعفر بني عنزة وكان من الفقهاء المعتبرين والزهّاد المعروفين وكان من أصحاب الحافظ أبي الحسن عليّ بن سليمان المرادي وكان قد انقطع في مسجد الغضائريّ فعُرف المسجد به وانقطع عنه اسم الغضائريّ. ثمّ وليها بعده الشيخ شمس الدين محمّد بن موسى الجزّوليّ ولم يزل بها إلى أن تُوفّي يوم الأحد سنة ثلاث وثلاثين وستّمائة ثمّ وليها موفّق الدين أبو القاسم بن عمر بن الفضل الكُرديّ الحُمَيْديّ ولم يزل بها إلى أن ولي قضاء المعرّة في أوائل سنة اثنتين وأربعين وستّمائة فوليها بعده قوام الدين أبو العلاء المفضّل بن سلطان بن شجاع المعروف بابن حاذور المقدّم ذكره ثمّ خرج عنها كما قلنا إلى حمص سنة خمس وخمسين فوليها بدر الدين محمّد بن إبراهيم بن خلّكان المعروف بقاضي تلّ باشَر المقدّم ذكره.

المدرسة الشَرَفيّة - أنشأها الشيخ الإمام شرف الدين أبو طالب عبد الرحمان ابن أبي صالح عبد الرحيم المعروف بابن العجميّ وصرف عليها ما ينيف على أربعمائة ألف درهم ووقف عليها أوقافاً جليلةً ودرّس فسها ولده محيي الدين محمّد وأعاد له فيها عشرة أنفس لم يكن في عصرهم في سائر البلاد مثلهم ولم يدرّس فيها غيره إلى أن قُتِل شهيداً بأيدي التتر بعد استيلائهم على حلب وأمّا الشيخ شرف الدين الواقف المذكور فإنّه تُوفّي بعد استيلاء التتر على حلب في رابع عشرين صفر سنة ثمان وخمسين وستّمائة ودُفن بقبّة كان أنشأها شماليّ المدرسة واشترط أن يُدفَن بها.

المدرسة البَدْريّة - أنشأها بدر الدين بدر عتيق عماد الدين شاذي بن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيّوب برأس درب البازيار وهي داثرة الآن.

المدرسة الزَيْديّة - أنشأها إبراهيم بن إبراهيم المعروف بأخي زيد الكِيَّال الحلبيّ انتهت سنة خمس وخمسين وستّمائة ودرّس فيها شمس الدين أحمد بن محيي الدين محمّد بن أبي طالب بن العجميّ وعليه انقضت الدولة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015