المدرسة السَيْفيّة - أنشأها الأمير سيف الدين عليّ بن عَلَم الدين سليمان بن جندر انتهت سنة سبع عشرة وستّمائة. يدرّس فيها مذهبا الشافعيّ وأبي حنيفة. وأوّل من درّس بها مذهب الإمام الشافعيّ القاضي بهاء الدين أبو المحاسن يوسف ابن رافع بن تميم المعروف بابن شدّاد ولم يزل بها مدرّساً قريباً من سنة ثمّ استقلّ بها بعده نائبه بها القاضي زين الدين أبو محمّد عبد الله بن الشيخ الحافظ عبد الرحمان الأسديّ ولم يزل بها مدرّساً إلى أن تولّى نيابة الحكم للقاضي بهاء الدين سنة ثلاث وعشرين فوليها نجم الدين محمّد بن أبي بكر بن عليّ بن شاني أبو عبد الله الموصليّ المعروف بابن الخبّاز وكان عالماً فاضلاً ولم يزل بها إلى أن تُوفّي يوم الثلاثاء سابع ذي الحجّة سنة إحدى وثلاثين وستّمائة. فوليها القاضي جمال الدين أبو عبد الله محمّد بن الأستاذ ولم يزل متولّيها إلى أن مات سنة ثمان وثلاثين فوليها ولده محيي الدين محمّد ولم يزل إلى أن كانت فتنة التتر وانقضت الدولة.
المدرسة الظاهريّة - أنشأها السلطان الملك الظاهر غياث الدين غازي بن يوسف بن أيّوب صاحب حلب وانتهت عمارتها في سنة عشرة وستّمائة وأنشأ إلى جانبها تربةً أرصدها ليُدفَن بها من يموت من الملوك والأمراء وفوّض النظر في المدرسة إلى القاضي بهاء الدين أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم المعروف بإبن شدّاد وشرف الدين أبي طالب بن العجميّ وشرط أن يكون مشاركاً للقاضي بهاء الدين مدّة حياته وأن يستقلّ بها بعد وفاته ثمّ لعقبه. وأوّل من درّس بها ضياء الدين أبو المعالي محمّد بن الحسن بن أسعد بن عبد الرحمان بن العجميّ وحضر يوم تدريسه السلطان الملك الظاهر بنفسه وعمل دعوةً عظيمةً حضرها الفقهاء واستمرّ المذكور فيها إلى أن تُوفّي بدمشق يوم الاثنين حادي عشر صفر عند عوده من الحجاز سنة خمس وعشرين وكان مولده سنة أربع وستّين وحُمل إلى حلب فدُفن بها. ووليها بعده الشيخ شرف الدين أبو طالب بن العجميّ ولم يزل بها مدرّساً إلى سنة اثنتين وأربعين فاستخلف فيها ابن أخيه عماد الدين عبد الرحيم بن أبي الحسن عبد الرحيم ولم يزل نائباً عنه إلى سنة خمسين فعزله عنها واستناب ولده محيي الدين محمّد ولم يزل بها إلى أن زالت الدولة الناصريّة.
المدرسة الهرويّة - أنشأها الشيخ أبو الحسن عليّ بن أبي بكر الهَرَويّ السائح قبليّ حلب. وأوّ من درّس فيها في زمانه الشيخ موفّق الدين أبو القاسم بن عمر بن فضل الكُرْديّ الحُمَيديّ ولم يزل مدرّساً بها إلى أن خرج عنها كما تقدّم وكانت وفاته سنة عشرة وستّمائة. ثمّ درّس فيها الشيخ الإمام شمس الدين أبو المظفّر حامد بن أبي العميد عمر بن أميريّ بن ورشيّ القزوينيّ ولم يزل مدرّساً بها إلى أن تُوفيّ يوم الجمعة ثامن وعشرين جمادى الآخرة سنة ستّ وثلاثين وستّمائة وكان مولده سنة سبع وأربعين وخمسمائة ووليها بعده ولده عماد الدين محمّد ولم يزل بها إلى أن كانت فتنة التتر فدثر بعضها ولم يبق بها ساكن وخرب وقفها لأنّه كان سوقاً بالحاضر.
الفردوس - أنشأتها الصاحبة الملكة ضيقة خاتون بنت الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمّد بن أيّوب وهي جليلة كبيرة وجعلتها تربةً ومدرسةً ورباطاً ورتّبت فيها خلقاً من القرّاء والفقهاء والصوفيّة. وأوّل من درّس فيها شمس الدين أحمد بن الزبير الخابوريّ ولم يزل إلى عصرنا وهو سنة ثلاث وسبعين وستّمائة.
المدرسة البُلدُقيّة - أنشأها الأمير حسام الدين بُلْدُق عتيق الملك الظاهر وكان من أيعان الأمراء. وأوّل من درّس بها ركن الدين جبريل بن محمّد ابن عَمّكاويه التركمانيّ وتوفي بها ودرس فيها بعده ولده عزّ الدين أحمد ولم يزل بها إلى أن ولي قضاء الشُغر ووليها بعده جمال الدين محمّد المعرّيّ.
المدرسة القيمريّة - أنشأها الأمير حسام الدين الحسن بن أبي الفوارس القيمريّ في مجاورة المقام سنة ستّ وأربعين وأوّل من درّس بها ركن الدين جبريل المقدّم ذكره جامعاً بينها وبين البُلْدُقيّة وتوفي بها ودرّس فيها بعده ولده عزّ الدين أحمد ولم يزل بها إلى أن ولي قضاء الشُغر ووليها بعده جمال الدين محمّد المعرّيّ.