المدرسة الصباحية - أنشأها القاضي بهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن رافع ابن تميم المعروف بابن شداد رحمه الله في سنة إحدى وستمائة ودرس بها واستناب القاضي زين الدين أبا محمد عبد الله بن الشيخ الحافظ عبد الرحمان بن علوان الأسدي رحمه الله. ولما توفي القاضي بهاء الدين سنة اثنين وثلاثين وستمائة ولي زين الدين القضاء على ما سيجيء ودرس بالمدرسة استقلالاً ولم يزل بها إلى أن توفي في سنة خمس وثلاثين فوبيها ولده القاضي كمال الدين أبو بكر أحمد ولم يزل مدرساً إلى أن كانت حادثة التتر فخرج عنها إلى ديار مصر ثمّ عاد إلى حلب في أواخر سنة إحدى وستين وستمائة وولي تدريس مدرسة القاضي بهاء الدين بن شداد والمدرسة الظاهرية والقضاء ولم يزل بها إلى أن توفي في ليلة الأحد رابع وقيل خامس عشر شوال من سنة اثنين وستين وستمائة وولي تدريسها بعده القاضي محي الدين أبو المكارم محمد بن قاضي القضاة جمال الدين محمد أبن عمّه فلم يزل بها إلى أن تُوفي في سنة تسع وستين ووليها أخوه افتخار الدين عثمان فلم يزل مدرساً بالصاحبية فقط إلى أن توفي بالديار المصرية. ووليها ولده شرف الدين عبد المجيد مع الأوقاف بحلب وهو مستمر بها إلى تأريخ سنة سبع وسبعين وستمائة.

المدرسة الظاهرية - تجاه القلعة مشتركة بين الشافعّية والحنفيّة. كان الملك الظاهر قد أسسها وتُفي سنة ثلاث عشر وستمائة ولم تُتَم وبقيت مدّةَ بعد وفاته حتّى شرع شهاب الدين طُغْريل أتابك الملك العزيز فيها فعمّرها كمّلها سنة عشرين وستمائة ودرّس فيها القاضي بهاء الدين بن سدّاد فافتتحت به وذكر فيها الدرس يوماً واحداً وهو يوم السبت ثامن عشر شعبان من السنة المذكورة. وولي نظرها فولاّها القاضي زين الدين أبا محمّد عبد الله الأسدي قاضي القضاة بحلب ولم يزل مدرساً بها إلى أن تُوفّي سنة خمس وثلاثين وستمائة وكان بدرّس بها المذهَبْين فوليها بعده ولده القاضي كمال الدين أبو بكر أحمد ولم يزل مدرساً بها إلى استياء التتر على حلب وكان أيضاً يدرّس المذهَبْين.

المدرسة الأسدية - أنشأها أسد الدين شيركوه بن شاذي بن مروان. أول من درّس بها قطب الدين مسعود بن محمّد بن مسعود المقدّم ذكره في تدريس المدرسة النِفَّريّة ثمّ تولاّها شمس الدين أبو المظفّر حامد بن أبي العميد عمر بن أميريّ بن ورشيّ القزوينيّ ولم يزل بها إلى أن رحل عن حلب إلى مدينة حمص سنة ستّمائة فوليها بعده الشيخ شمس الدين عبد الله الكشوريّ ولم يزل إلى أن توُفّي في سادس عشر شهر ربيع الأول سنة ثمان وستّمائة ووليها تقي الدين أبو عمر وعثمان بن عبد الرحمان المعروف بابن الصلاح ثمّ وليها بعده أخوه سديد الدين إبراهيم ثم ّرحلا. ووليها بعد سديد الدين ولده. وولي تدريسها بعده الفقيه صلاح الدين عبد الرحمان بن عثمان الشهرزوريّ الكرديّ ولم يزل بها إلى أن تُوفّي ليلة الخميس ثامن عشر ذي الحجّة سنة ثمان عشرة وستمائة وكانت ولادته سنة تسع وثلاثين وخمسمائة. ثمّ وليها شرف الدين محمّد بن عبد الرحمان المعروف بابن الصلاح ولم يزل بها إلى أن تُوفّي بالاستسقاء. ثمّ وليها معين الدين ابن المنصور بن القاسم الشهرزوريّ مدّة شهر واحد ثمّ رحل إلى حمص ووليها نجم الدين محمّد بن محمّد بن عبد الله بن علوان الأسدي ولم يزل بها إلى أن تزهّد في سنة تسع وثلاثين وستّمائة وخرج عنها فوليها قوام الدين أبو العلاء المفضّل بن السلطان المعروف بابن حاذور الحمويّ ولم يزل مدرّساً بها إلى أن ولي قضاء معرّة النُعمان في سنة ستّ وأربعين ثمّ عُزل عن المعرّة وعاد إلى حلب فولي المدرسة الشُعَيْبيّة مدّةً ثمّ ولي قضاء حمص سنة خمس وخمسين وستّمائة ثمّ عُزل عن حمص وتُوفّي سنة ستّين وستّمائة بحماه. ثمّ وليها رشيد الدين عمر بن إسماعيل الفارقانيّ سنة ستّ وأربعين وستّمائة ولم يزل مدرّساً بها إلى سنة ثلاث وخمسين وستّمائة ثمّ خرج إلى دمشق ووليها بعد بدر الدين محمّد بن إبراهيم بن حسن ابن خلْكان ولم يزل بها إلى أن كانت وقعة التتر بحلب فخرج من حلب إلى ديار مصر فمات بالفيّوم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015