المدرسة النفَّريّة النورية - أنشأها الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي في سنة أربع وأربعين وخمسمائة. أوّل من ولي التدريس بها قطب الدين مسعود ابن محمد بن مسعود النيسابوري الطرثيثي مصنف كتاب الهادي في الفقه والتزم فيه أن لا يأتي إلا بالقول الذي عليه الفتيا. وكان اشتغال قطب الدين هذا بنيسابور ومرو وسمع الحديث من غير واحد وقرأ القرآن الكريم والأدب على والده ورأى الأستاذ أبا نصر القُشَيْريّ ودرّس بالمدرسة النظامية بنيسابور نيابة عن ابن الجويني وقد مر بدمشق سنة أربعين وخمسمائة ووعظ بها وأقبل الناس عليه ودرس بالمدرسة المجاهدية المنسوبة لمجاهد الدين بُزان بن يامين صاحب صرخد ثم بالزاوية الغربية من جامع دمشق بعد موت الفقيه أبي الفتح نصر الله المصيصيّ وكان قد وعظ قبل ذلك ببغداد وتكلّم في المسائل فاستُحسن ثم رحل عن دمشق إلى حلب فولي تدريس المدرسة المذكورة وولي تدريس المدرسة الأسديّة التي بالرحبة على ما يأتي ثم مضى إلى همذان وتولى التدريس بها ثم عاد إلى دمشق ودرّس بالزاوية التي كان يدرّس بها أوّلاً. وكان من العلم والدين والصلاح والورع بمكان كبير مطرحاً للتكلّف وُلد سنة خمس وخمسمائة ثالث عشر رجب وتُوّفي آخر يوم من شهر رمضان سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وصُلّي عليه نهار الجمعة يوم العيد ودُفن في مقبرته الّتي أنشأها جوار مقابر الصوفيّة غربيّ دمشق. ثم ولي تدريسها بعده مجد الدين طاهر بن نصر الله بن جهبل ولم يزل مدرّساً بها إلى أن نُقل إلى القدس الشريف وتُوفيّ بها في سنة سبع وتسعين وخمسمائة. وبعدما نُقل المذكور توّلى تدريسها القاضي ضياء الدين أبو البركات محمّد بن المنصور بن القاسم الشَهْرَزُوريّ الموصليّ تفقّه بالموصل على القاضي بهاء الدين بن شدّاد وعلي بن ابن يوسف وقدم حلب وتولّى نيابة الحكم بها عن القاضي بهاء الدين بن شدّاد ولم يزل مدرّساً بها إلى أن تُوّفي في الثاني من شعبان سنة إحدى وستّمائة فولي تدريسها القاضي نجم الدين الحسن بن عبد الله بن أبي الحجّاج العدويّ الدمشقيّ الأصل والمنشأ وكان فقيهاً فاضلاً عارفاً بالأصلين بارعاً فيهما وفي الخلاف والطرائق وولي أيضاً معها نيابة القضاء عن القاضي بهاء الدين ولم يزل مدرّساً بها إلى أن تُوفي يوم السبت سادس عشر شهر ربيع الأوّل ودُفن نهار الأحد سابع عشر سنة ثلاث وعشرين وستّمائة فولي تدريسها بعده صدر الدين محمد الكُرديّ الكاجكيّ قاضي منبج ولم يزل مدرّساً بها إلى أن سافر لى مَرْعَش وولي القضاء بها والوزارة سنة سبع وعشرين وستّمائة وتُوفي بمرعش فولي تدريسها الشيخ الإمام عماد الدين أبو المجد إسماعيل ابن أبي البركات هبة الله بن أبي الرضى سعيد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله الموصلّ الشافعيّ المعروف بابن باطيش صاحب التصانيف المفيدة ونأتي بذكره مستقصىً في حوادث السنين إن شاء الله تع ولم يزل بها مدرّساً إلى أن تُوفي نهار الخميس رابع عشر جمادي الآخرة سنة خمس وخمسين وستّمائة ومولده يوم الأحد سادس عشر المحرم سنة خمس وسبعين وخمسمائة بالموصل. ثم ولي تدريسها الشيخ زين الدين عبد الملك بن الشيخ شرف الدين أبي حامد عبد الله بن الشيخ شرف الدين أبي طالب عبد الرحمان بن العجميّ سنة ستّ وخمسين وستمائة ولم يزل مدرساً بها إلى أن استولت التتر على حلب واستمر بها بعد ذلك إلى أن خرج من حلب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015