وولى طاهر بن الحسين الجزيرة والشام وغيرهما. واستمر طاهر بن الحسين في ولايته بالجزيرة إلى أن عزله في سنة خمس ومائتين، وولاه خراسان.

وولى يحيى بن معاذ الجزيرة فمات سنة ست ومائتين.

فولى عبد الله بن طاهر بن الحسين، ويُقالُ في سنة سبع، ولم يزل بها إلى أن عزله المأمون.

وولى ولده العباس على الجزيرة والثغور والعواصم ولم يزل العباسُ متوليا إلى أن مات أبوه المأمون في سنة ثمان عشرة ومائتين وولي أخوه المعتصم الخلافة.

فأقر ابن أخيه العباس على ولايته إلى أن قبض عليه عند منصرفه من فتح عمورية لما بلغه أنه يريد التوثب على الخلافة في سنة ثلاث وعشرين ومائتين.

وولى أشناس التركي الجزيرة والشام وديار ربيعة فولى فيها من قِبله. ولم يزل مستمرا بها إلى أن مات المعتصم في شهور سنة سبع وعشرين ومائتين.

وولي الواثق بالله الخلافة.

فأقر أشناس على ولايته. ومات أشناس في سنة ثلاثين ومائتين.

فولى الواثق بالله عُبيد الله بن عبد العزيز بن عبد الملك بن صالح الجزيرة والشام، ثم عزله.

وولى محمد بن صالح بن عبد الله الجزيرة وتوفي في سنة إحدى وثلاثين ومائتين.

فعقد الواثق لأحمد بن مسلم بن سلم بن قتيبة الباهلي على الجزيرة والثغور والعواصم، وحلب وقنسرين، فغزا شاتياً، فأصاب الناس شدةٌ عظيمةٌ، بحيث ماتت أكثر خيول الناس، فوجد الواثق بالله عليه فعزله.

وولى نصر بن حمزة الخزاعي الجزيرة والثغور والعواصم وحلب. - ذكره الصاحب كمال الدين عمر المعروف بابن العديم -.

ولما مات الواثق بالله في سنة اثنتين " وثلاثين " ومائتين. ووُلي المتوكل على الله جعفر بن المعتصم فأعاد أحمد بن سعيد إلى ولاية الجزيرة، فاستمر بها إلى أن عقد لابنه المنتصر في سنة خمس وثلاثين ومائتين على الجزيرة والشام.

فولى فيهما من قِبله بُغا الكبير، فاستمر على ولايته " إلى " أن بويع له بعد قتله لأبيه في سنة سبع وأربعين ومائتين، فأشخص بُغا إليه.

وولى وصيفا.

ثم مات المنتصر في بقية السنة. وولي المستعين. فأقره إلى أن عزله في سنة خمسين ومائتين.

وولى أحمد المولد، ولم يزل إلى أن توفي المستعين سنة اثنتين وخمسين ومائتين.

وولي المعتز فعزل أحمد عن الجزيرة وولاه حلب ثم عزله بعد أيام قلائل، ثم أعاده إلى الجزيرة، فاستمر بها إلى أن عزله.

وولى أبا الساج ديوداد، الجزيرة والشام. فاستمر بها إلى أن خُلع المعتز في مستهل شعبان سنة خمس وخمسين وولي المهتدي، فأقره على ولايته إلى أن تغلب عيسى ابن الشيخ على الشام. فانحاز إلى الجزيرة. فتغلب على آمد وميافارقين، وديار بكرٍ جميعها، وبقي فيها إلى أن قُتل المهتدي في سنة ست وخمسين.

وولي المعتمد، فعقد لأخيه الموفق على الجزيرة والشام.

فولى الجزيرة محمد بن أتامش ولم يزل بها إلى أن استولى أحمد بن طولون على الشام، فسار إلى الجزيرة فطرد محمدا عنها، وولى أخاه موسى بن أتامش ديار ربيعة وولى غلامه لؤلؤا ديار مضر، فقصد موسى إسحاق بن كنداج في سنة ست وستين فطرده إلى ديار ربيعة واستولى عليه " و " ولى فيها، وعاد إلى الموصل. واستمر لؤلؤ على ديار مضر إلى أن خالف مولاه أحمد ابن طواون وصارت إلى الموفق وذلك في سنة تسع وستين.

واستولى إسحاق بن كنداج على الجزيرة، فلما توفي أحمد بن طولون في سنة سبعين طمع ابن كنداج، وابن أبي الساج في الشام، وكاتبا الموفق، واستمداه ثم جمعا وقصدا بلاد أحمد متغلبين عليها، إلى أن وصلا دمشق فملكوها، وولوا فيها، فخرج إليهما خُمارويه فطردهما عن البلاد، وهجم الشتاء، وتفرقت العساكر، ووصل المعتضد في جموعه وعساكره إلى دمشق، وخرج عنها يريد مصر. فخرج إليه خمارويه وكانت بينهما وقعة الطواحين التي انهزم " فيها " المعتضد.

وسار خمارويه واسترجع البلاد الشامية من إسحاق ابن كنداج بن أبي الساج.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015