وَأما الطنبك فَإِنَّهُ مَحْمُود لِأَنَّهُ من آلَات الْحجاز وأبهته وَمن شيم مُلُوك الشرق وَرُبمَا دلّ على رجل حارس لِأَن القلاع تحرس بِهِ.
وَأما الزمر فَأَنَّهُ من نوع الطبل وَتَعْبِيره كتعبيره وَلَكِن فِيهِ زِيَادَة وَهُوَ سَماع صَوت حسن.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الزمر يؤول على أوجه فَمن رأى زمرا فِي مَكَان فِيهِ مَرِيض فَإِنَّهُ يؤول بالنياح عَلَيْهِ وَمن رأى ملكا أعطَاهُ مِزْمَارًا فَإِنَّهُ ينَال فَرحا وسرورا وَإِن كَانَ من أهل الْولَايَة فَإِنَّهُ ينالها.
وَمن رأى إِنَّه يزمر وَيَضَع أَصَابِعه على ثقب الزمار فَإِنَّهُ يتَعَلَّم الْقُرْآن ومعانيه وسحن قِرَاءَته.)
وَمن رأى مَرِيضا يزمر فَإِنَّهُ يؤول بِقرب أَجله.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يضْرب بالبوق فَإِنَّهُ قَول كذب يصدر مِنْهُ وَيحلف عَلَيْهِ ليصدقوه وعاقبة الْأَمر يظْهر صدقه من كذبه وَرُبمَا دلّ النفخ بالبوق على أَرْبَعَة أوجه غزَاة لِأَنَّهُ من شيمها وَقد ذكر فِي كتب الْفِقْه إِذا كَانَ النفير عَاما فَهُوَ سفر للحجاز أَو للحرب لِأَنَّهُ يرحل بِهِ الرَّاكِب والعسكر واظهار أَمر مَكْتُوم وشهرة.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا البوق تؤول على أَرْبَعَة أوجه لمن نفخ فِيهِ خير مَكْرُوه وَقَول زور واظهار سر مخفي ومصيبة.
وَأما الصنج فَإِنَّهُ يؤول على أوجه وَقَالَ ابْن سِيرِين الضَّرْب بالصنج خبر مَكْرُوه وَكَلَام بَاطِل وَكذب قَول وَمن رأى أَنه يضْرب بالصنج فَإِنَّهُ يصدر مِنْهُ قَول الْكَذِب وَفعل الْمحَال.
وَمن رأى أَنه يضْرب عِنْده بالصنج فَإِنَّهُ يدل على رضَا فعل الْمحَال وَقَول الْكَذِب.
وَمن رأى أَنه كَانَ مَعَ الصنج شَيْء من الملاهي فَإِنَّهُ يدل على الْهم وَالْغَم والمصائب الْعِظَام لأهل ذَلِك الْمَكَان.
وَمن رأى كَأَنَّهُ كسر صنجا أَو رَمَاه من يَده فَإِنَّهُ يَتُوب عَن الْكَذِب وَقَول الزُّور.
وَقَالَ الْكرْمَانِي ضرب الصنج يؤول على مَتَاع الدُّنْيَا وَالضَّرْب بِهِ هُوَ امتحان للدنيا.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَعْظ الصنج يؤول بالفخر وضربه يؤول بِحُصُول الدُّنْيَا وَهُوَ فِي نَفسه مَا لم يدق وَقَالَ بعض المعبرين لَا بَأْس برؤيا الضَّرْب بالصنج لكَونه يدق على بَاب حرم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَكَذَلِكَ فِي الْأَمَاكِن الحصينة اتبَاعا لهَذِهِ السّنة.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق ضرب الصنج يؤول على اربعة أوجه خبر مَكْرُوه وَكَلَام بَاطِل ومتاع الدُّنْيَا وهم وغم لأجل جمع المَال.
وَأما الشبابة فانها للملوك الأكابر محمودة إِذا شَبَّبَ بهَا قدامه لِأَن سُلْطَان مصر من شَأْنه ذَلِك وَكَذَلِكَ نَائِب السلطنة الشَّرِيفَة بثغر الاسكندرية وَيظْهر من ذَلِك فِي المواكب أبهة عَظِيمَة وَأما لغير الْمُلُوك فَلَيْسَتْ بمحمودة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يشبب بالشبابة فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول أَمر مَكْرُوه وَصَوت الشبابة يؤول بِخَبَر موت أحد وَنَفس الشبابة تؤول بِامْرَأَة إِنْسَان حصل لَهُ مُصِيبَة.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق تشبيب الشبابة وَصَوت الشبابة واستماعها يؤول على ثَلَاثَة أوجه مُصِيبَة)
وغم وخصومة.
وَأما الدُّف فَإِنَّهُ يؤول على أوجه. قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يضْرب بالدف كَمَا يَنْبَغِي ضربه عِنْد أربابه بشيار وطرب فَإِنَّهُ يؤول بتزويج امْرَأَة بِوَاسِطَة إِنْسَان مُعْتَبر وَتَكون الْمَرْأَة مشتهرة بِالِاسْمِ الْجيد وفعلها بِخِلَاف ذَلِك.
وَقَالَ السالمي من رأى أَنه يضْرب بالدف فَإِنَّهُ شهرة فَيعْتَبر فعله فِي الْخَيْر وَالشَّر ويعبر لَهُ بالشهرة على قدر فعله.
وَمن رأى جَارِيَة تضرب بالدف فَإِنَّهُ خير منتشر يصل إِلَى ذَلِك الْمَكَان فليعتبر الْمعبر مَا رأى مَعَ ذَلِك.
وَمن رأى امْرَأَة تضرب بدف فَإِنَّهُ يؤول بِسنة مَشْهُورَة فِي السنين.
وَمن رأى شَابًّا يضْرب بدف فَإِنَّهُ يؤول بِخَبَر من عَدو.
وَمن رأى شَيخا يضْرب بالدف فَإِنَّهُ يؤول بالشهرة وَالصَّلَاح.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق اسْتِمَاع صَوت الدُّف هُوَ نشاط وَفَرح إِذا سَمعه من امْرَأَة أَو جَارِيَة وَإِن سَمعه من شيخ فَإِنَّهُ يدل على حسن البخت واليمن والدولة وَإِن سَمعه من شَاب فَإِنَّهُ يدل على ظُهُور الْعَدو.
وَأما المزهر فَإِنَّهُ يؤول على أوجه للْفُقَرَاء بالصلاح وللملوك بسلوك آدَاب الطَّرِيقَة الحميدة لِأَنَّهُ من شيم أهل الصّلاح ولغيرهم بِالْخَيرِ وَأنكر ذَلِك جمَاعَة.
وَقَالَ بعض المعبرين من رأى نسْوَة بِأَيْدِيهِم مزاهر فَإِنَّهُ يؤول بالبشارة والسلامة لما ورد أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما أقبل على بعض أَقوام أَرض الْحجاز الشريف بعد نصْرَة وسلامة ظهر لَهُ
(أقبل الْبَدْر علينا ... من ثنيات الْوَدَاع)
وَجب الشُّكْر علينا مَا دَعَا لله دَاع وَأما الجنك فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قَول زور وباطل وَعز وجاه وعلو وَلَهو وطرب وَجَارِيَة حسناء فَمن رأى أَن ملكا أعطَاهُ جنكا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول عز وجاه ومرتبة وَإِن لم يكن أَهله فَإِنَّهُ فرج بعد شدَّة وَقيل ضرب الجنك هُوَ كَثْرَة الْغم