وَمن رأى الْيَهُود فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول رَحْمَة الله تَعَالَى لقَوْله تَعَالَى إِنَّا هدنا إِلَيْك قَالَ عَذَابي أُصِيب بِهِ من أَشَاء الْآيَة.
وَمن رأى جمَاعَة من الْيَهُود فَإِنَّهُ يَتُوب إِلَى الله لِأَن معنى يهود يَتُوب.)
وَمن رأى يهودا أَو وَاحِدًا فَإِنَّهُ يؤول بِالْهدى لاشتقاق الِاسْم وَقيل من رأى أَنه صَار يَهُودِيّا فَإِنَّهُ يَرث عَمه أَو عمته.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْيَهُود اظهار أَمر مُشكل وتيسر حجَّة وَقُوَّة يَد فِي السّنة والشريعة لِأَن اسْم الْيَهُود مُشْتَقّ من الْهدى.
وَأما الْمَجُوس فَمن رأى مجوسيا فَإِنَّهُ يؤول بتفقد الْأُمُور وتشديدها لِأَن الْمَجُوس يشدون الْأُمُور ويعقدونها وَقد تقدم تَعْبِير ذَلِك.
أما قَاطع الطَّرِيق فَإِنَّهُ رجل شرير مخاصم مَعَ النَّاس فَمن رأى أَن قَاطع الطَّرِيق أَخذ مَاله وَنهب مَتَاعه فَإِنَّهُ يواصل رجلا يُعينهُ ويكرهه وَيحصل لَهُ مِنْهُ فَوَائِد جمة بِقدر مَا أَخذ مِنْهُ.
وَمن رأى أَن قطاع الطَّرِيق اجْتَمعُوا وَلَكِن مَا اسْتَطَاعُوا أَنهم يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن قَاطع الطَّرِيق قد سرق مِنْهُ شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على أَن قَاطع الطَّرِيق يكذب عَلَيْهِ فِي قَوْله وَيُخَالِفهُ.
وَمن رأى أَن قَاطعا قد أَخذ مَتَاعه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُصِيبَة لَهُ اَوْ لبَعض أحزابه.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه قطع الطَّرِيق وَأخذ مَتَاعه أحد فَإِنَّهُ يدل على أَن صَاحب الْمَتَاع ينكد عَيْش قَاطع الطَّرِيق ويخاصمه ويعارضه فِي أَمر يحصل لَهُ مِنْهُ الضَّرَر.
وَمن رأى أَن أَخذ مَتَاعا أَو رأى أَنه قطع الطَّرِيق فَإِنَّهُ يمرض مَرضا شَدِيدا وَيُعَافى.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى جمَاعَة ظَهَرُوا عَلَيْهِ وهم باغون فَإِنَّهُ ينصر على أعدائه لقَوْله تَعَالَى ثمَّ بغى عَلَيْهِ لينصرنه الله. وَمن رأى أَنه صَار قَاطع بَاغِيا فَإِنَّهُ يؤول بظفر الْعَدو عَلَيْهِ وَحُصُول مُصِيبَة لقَوْله تَعَالَى إِنَّمَا بَغْيكُمْ على أَنفسكُم.
وَقيل من رأى لصا دخل منزله وَأصَاب من مَاله أَو من مَتَاعه فَذهب فَإِنَّهُ يَمُوت إِنْسَان هُنَاكَ.
وَمن رأى لصا دخل وَلم يحمل شَيْئا فَإِنَّهُ يمرض فِيهِ إِنْسَان ويشرف على الْمَوْت ثمَّ يبرأ.
وَمن رأى لصوصا قطعُوا عَلَيْهِ الطَّرِيق وذهبوا لَهُ بِمَال أَو مَتَاع كثيرا أَو قَلِيل فَإِنَّهُ يصاب فِي انسان يعز عَلَيْهِ بِقدر مَا ذهب بِهِ اللُّصُوص وَإِن لم يذهب لَهُ شَيْء وظفر هُوَ باللصوص فَإِنَّهُ يؤول بِضعْف انسان عِنْده ثمَّ ينجو وَإِن لم يظفر بهم فاشراف ذَلِك الضَّيْف على الْمَوْت.
وَأما أهل الجرائم فَإِنَّهَا تؤول على أوجه إِمَّا فعل كل شَيْء على حِدته فَتقدم ذكر تَعْبِير كل)
شَيْء فِيمَا يُنَاسب فَصله وبابه فِي معَان شَتَّى.
قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أحدا من أهل الجرائم فِي أَمر مهمول فَإِنَّهُ يرجع إِلَى الله وَإِن رَآهُ بضد ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَرُبمَا كَانَ كَمَا رأى إِذا كَانَ المجرم مَعْرُوفا.
وَمن رأى أَنه أجرم جريمة عَظِيمَة فَإِنَّهُ يؤول على أَرْبَعَة أوجه ارْتِكَاب أَمر محرم وَحُصُول أَمر يخفى مِنْهُ ومبارزة وَعدم سلوكه الطَّرِيق الْمُسْتَقيم.
وَقَالَ بعض المعبرين أكره رُؤْيا الجريمة فِي الْيَقَظَة والمنام اللَّهُمَّ اعصمنا من ذَلِك بلطفك وكرمك.
أما الطبل فَإِنَّهُ كَلَام بَاطِل وَخبر مَكْرُوه وَقَول زور وشغل ظَاهر جلي.
وَقَالَ الْكرْمَانِي ضرب الطبل خلف وعد وشغل بَاطِل والرقص على دق الطبل حُصُول مُصِيبَة عَظِيمَة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الطبل مَحْمُود فِي حق الْمُلُوك لِأَنَّهُ من كَمَال أبهتهم خُصُوصا إِن كَانَ مَعَ زمر أَو مَا أشبه ذَلِك والطبل فِي نَفسه رُبمَا يؤول بِرَجُل بطال.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق ضرب الطبل كَلَام مُخْتَلف لَا خير فِيهِ وَأما النقارة فَإِنَّهَا محمودة للملوك أَيْضا لِأَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ إِذا سَار فِي الْغُزَاة يَأْمر بدقها فتدق. وأختلف المعبرون فِيهَا فَمنهمْ من شكرها فِي حق الْمُلُوك وَغَيرهم لما تقدم من الدَّلِيل وَمِنْهُم من كرهها لكَونهَا من أَنْوَاع الملاهي.