والهم.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يضْرب بالجنك فَإِنَّهُ يؤول باتصال مَعَ امْرَأَة جميلَة جليلة الْقدر وَحُصُول الْعِزّ والجاه لَهُ مِنْهَا بِالْمَالِ الْحسن وَحسن الْكَلَام وسياقة القَوْل والسمع وَيكون الِاتِّصَال)
بَينهمَا بِنِكَاح شَرْعِي.
وَأما الْعود فَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ ضرب الْعود كَلَام وَلَكِن لَيْسَ على حَقِيقَته وَكَذَلِكَ استماعه لِأَن صَوته كَالْكَلَامِ وَلَيْسَ هُوَ بِكَلَام وَضرب الْعود فِي الْمنزل يؤول بِحُصُول مُصِيبَة وَأما ضرب الْعود فَإِنَّهُ يؤول بالرياسة لضاربه وَرُبمَا كَانَ غما.
وَمن رأى أَنه يضْرب عودا أَو مَا أشبه ذَلِك من الْآلَات وَانْقطع وتره فَإِنَّهُ يؤول بِزَوَال همه وغمه.
وَأما الطنبور فَإِنَّهُ يؤول بالهم وَالْغَم خُصُوصا إِذا ضرب فِي بَيته وَرُبمَا كَانَ حُصُول مُصِيبَة وكسره ضد ذَلِك وَضرب الطنبور للْمَرِيض مَوته وَسَمَاع صَوته سَماع كَلَام بَاطِل ومحال وَأما وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَن أحدا يطنبر لَهُ وَهُوَ يسمع لَهُ فيؤول بِأَن أحدا يكلمهُ كلَاما بَاطِلا وَهُوَ يصغي لَهُ وَإِن طرب كَانَ كَلَام ذَلِك الْبَاطِل عِنْده جَائِزا للمثل السائر بَين النَّاس فِيمَن يُقَال لَهُ بَاطِل ويتبعه: طنبر لَهُ فرقص.
وَأما الربَاب فَإِنَّهُ يؤول باللهو والاشتغال بِمَا لَا فَائِدَة فِيهِ وَلَا نتيجة وَإِن رَآهُ مَرِيض فَإِنَّهُ يشْتَد مَرضه وَرُبمَا يَمُوت وَقيل رُؤْيا الربَاب عِنْد أهل الصّلاح رُبمَا تؤول بِالْحَجِّ لِأَنَّهُ من آلاته وَكَثِيرًا مَا يسْتَعْمل فِي أَرض الْحجاز.
وَأما الجفانة فَأَنَّهَا تؤول بالعز وعلو الْقدر وَالنعْمَة والهم وَالْغَم والمصيبة وَالْكَلَام الْبَاطِل والأشياء الْمُخَالفَة وَمن رأى أَن ملكا أعطَاهُ جفانة فَأَنَّهُ يرى عزا ورفعة وَإِن لم يكن فَهُوَ زَوَال همه وغمه وَإِن كَانَ عَالما فَإِنَّهُ يُفِيد النَّاس من علمه.
وَأما الرقص فقد تقدم فِي أحد فُصُول الْبَاب الثَّالِث وَالْعِشْرين.
وَأما الشّعْر وإنشاده. فَإِن من يرى أَنه ينشد شعرًا فَإِن كَانَ فِيهِ خنى فَلَا خير فِيهِ وَلَيْسَ برؤيا وَإِن كَانَ فِيهِ حِكْمَة فَهُوَ صَالح لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام إِن من الشّعْر لحكمة.
وَقَالَ ابْن سِيرِين الشّعْر لَا يحمد لكَونه بَاطِلا وَالشعر فِي مدح الرَّسُول وَمَا أشبه ذَلِك من الْكَلَام وَالْحكمَة فَإِنَّهُ مَحْمُود.
وَقَالَ الْكرْمَانِي الْغَزل يدل على النوح وَقد تقدم الْكَلَام على ذَلِك فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْعِشْرين أَيْضا وَقد ذكرنَا هُنَا نبذة مِنْهُ لِئَلَّا يَخْلُو من الْمَعْنى لكَون ذَلِك نوعا من الملاهي.
وَأما الْغناء فقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ أَيْضا فِي الْبَاب الْمَذْكُور وَلَكِن نذْكر مِنْهُ نبذة هُنَا.
فَمن رأى أَنه يُغني فَإِنَّهُ دَلِيل على مَوته وَقيل إِنَّه كَلَام بَاطِل وهم وغم وفضيحة.)
وَأما الشطرنج فَإِنَّهُ من أباطيل الدُّنْيَا وغرورها.
وَمن رأى أَنه غلب قرينه بِهِ فَإِنَّهُ يظفر بِالْبَاطِلِ الَّذِي يزاوله ويطلبه.
وَمن رأى أَنه غلب قرينه وَكَانَ بَينه وَبَينه خُصُومَة فَإِنَّهُ يرى ظفرا فِي أمره وَالْغَالِب غَالب والمغلوب مغلوب وَرُبمَا دلّت رُؤْيا الْغَالِب على ظفره بِأَمْر بَاطِل لَا أصل لَهُ.
وَقَالَ ابْن سِيرِين الشطرنج بهتان وَكَلَام بَاطِل.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن قدامه شطرنجا مصفوفا فَإِنَّهُ يؤول بالعز.
وَمن رأى أَنه يلْعَب بالشطرنج فَإِنَّهُ يتخاصم مَعَ أحد وَقيل يدل على أَمر لَا خير فِيهِ وَلَا مَنْفَعَة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه يلْعَب بالشطرنج فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول ولَايَة للاعبين.
وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَنه يلْعَب بالشطرنج وَلم يعرف لعبه فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه نِسْيَان للصَّلَاة وإسراف مَال فِي أَمر لَا يَلِيق وتنافر الخواطر مِنْهُ لِأَن هَذِه الثَّلَاثَة تمنع لعبه فِي الشَّرِيعَة.
وَأما الْفَرد فَإِنَّهُ يؤول بالأشياء الْبَاطِلَة الْمضرَّة الْمغرَة وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ اللّعب بالنرد خوض فِي الْمعاصِي وخسارة فِي التِّجَارَة وقتال فِي جول وَحكمه فِي لعبه كَحكم الشطرنج.
وَأما الْقمَار فَإِن الْغَالِب والمغلوب فِيهِ كالشطرنج.
وَقَالَ الْكرْمَانِي الْقمَار مُنَازعَة وخصومة وتعب.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْقمَار تؤول على أَرْبَعَة أوجه لمن لعب بِهِ اشْتِغَال بِالْبَاطِلِ ومعصية وملامة النَّاس وَحرب وخصومة وجراحة بسكين.
وَقَالَ بعض المعبرين من رَآهُ تجنب لعبة فَإِنَّهُ يدل على أَنه مقبل على الصّلاح وَالْخَيْر لقَوْله تَعَالَى يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِنَّمَا الْخمر وَالْميسر الْآيَة.
وَمن رأى أَنه يلْعَب بِهِ وَكَانَ قصد فعل شَيْء من سفر أَو غَيره ويظن فِيهِ مَنْفَعَة حَسَنَة فليتجنبه لقَوْله تَعَالَى يسئلونك عَن الْخمر وَالْميسر قل فيهمَا إِثْم كَبِير وَمَنَافع للنَّاس وإثمهما أكبر من نفعهما وَأَرَادَ بالميسر الْقمَار.
وَأما الكعب ولعه فَإِنَّهُ يؤول على أوجه عَدو حقير وَحرب وخصومة وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ اللّعب بالكعب وَمَا هُوَ مَكْرُوه جملَة فَإِنَّهُ مكر ومنازعة لقَوْله تَعَالَى أَو أَمن أهل الْقرى أَن يَأْتِيهم)
بأسنا ضحى وهم يَلْعَبُونَ.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق اللّعب بالكعب يؤول على خَمْسَة أوجه مقامرة وَامْرَأَة وَولد وَجَارِيَة بكر وَمَال.