(مَا حيلتي فِي الْهوى وَمَا دوا كَبِدِي ... الْعَطف يجرحها والهجر يبليها)
(إِنِّي خلعت عِذَارَيْ فاعذروني فِي ... حب الملاح فَإِن الْقلب يبغيها)
(فَهَل ملام على من صَار ذَا وَله ... بغاة سلبت عَقْلِي مَعَانِيهَا)
(إِذا بَدَت لأولي الْأَلْبَاب شمتهم ... صرعى وطرحى جَمِيعًا فِي مغانيها)
(يَا حسن مَا حَدَّثتنِي عِنْدَمَا عطفت ... فِي شَأْن من ببعادي كَانَ يغريها)
(قَالَت لَك الْوَصْل مني لَيْسَ يعقبه ... هجر على رغم من يَبْغِي لَك التيها)
(تخال نطق لماها عِنْدَمَا نطقت ... أَخْبَار تَارِيخ الِاسْتِقْصَاء تمليها)
(ذَاك الْكتاب الَّذِي فاقت صناعته ... كل التواريخ بالإتقان عاديها)
(لله مَا قد حوى من كل وَاقعَة ... يُلْهِيك عَن نَغمَة الألحان راويها)
(وَمن محَاسِن أَحْوَال تتوق لَهَا الأسماع ... من كل ذِي لب يدانيها)
(وَمن نَوَادِر قد كَانَت لذِي أدب ... تود إِذن الْعلَا أَن لَو تحليها)
(أغْنى وأقنى بأخبار مصححة ... قد كَانَ فِي الْمغرب الْأَقْصَى دواعيها)
(كم من فَوَائِد قد كَانَت أوابد لم ... تظفر بهَا بِهِ يستدعيك قاصيها)
(مَا شِئْت من أدب غض وَمن ملح ... تشتاقها همم ترحو توافيها)
(فاعكف عَلَيْهِ ونزه فِي بدائعه ... أبصار فكرك تستجني أمانيها)
(فَإِنَّهُ رَوْضَة أشجارها قصَص ... أزهارها حكم إِن رمت تجنيها)
(أنهارها من معِين مَا بِهِ كدر ... من كل معنى غَدا للنَّفس شافيها)
(بل جنَّة جمعت آمال أَنْفُسنَا ... وتستلذ بهَا أبصار رائيها)
(لَا غرو حَيْثُ غَدا مِفْتَاح بهجتها ... من فِيهِ يُرْسل أعْط الْقوس باريها)
(ذَاك الأديب الأريب الْعَالم الْعلم الْهمام ... غَايَته من ذَا يجاريها)
(الناصري أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد من ... نَالَ الْعلَا واعتلى أَعلَى أعاليها)
(نقاد كل فنون الْعلم لَيْسَ لَهُ ... بغَيْرهَا شغل دأبا يواليها)
(فكم أَجَاد وَكم أسدى فوائدها ... فِي كل قطر من الأقطار يوليها)
(أنسى إياسا بأفكار لَهُ وقدت ... ترى شموس الْهَدْي كشفا لباغيها)
(فَهَذِهِ قبسة من نور عمله قد ... مدت إِلَيْهَا أقاصي الأَرْض أيديها)
(نَالَتْ أشعتها الْأَيْدِي على بعد ... كَالشَّمْسِ مَعَ رَفعهَا يَبْدُو تدانيها)