(تريك سيرة قطر الغرب كَيفَ مَضَت ... رأى الْحَقِيقَة فِي أفكار قاريها)
(إِن التواريخ فِي أخباره كثرت ... لَكِن ذَا قد حوى أصح مَا فِيهَا)
(بل زَاد أنباء قوم لم تكن جمعت ... مِمَّا جرى عَن قريب فِيهِ تلفيها)
(مَعَ مَا حوى من عُلُوم من مؤلفة ... بَدَت معالمهما هَديا لآتيها)
(أعظم بهَا منحة قد عَم نائلها ... وَطَاف فِي شاسع الأقطار سَاقيهَا)
(فرقة الطَّبْع قد نمت بهَا وسرت ... لطبع آياتها كَيْمَا تجليها)
(فَعَاد مِنْهَا محياها كَمَا قمر ... يهدي الضليل بهَا إِن جا يماشيها)
(كَمَال طبع حلاها جَاءَ وفْق منى ... فَالْحَمْد لله كم نعماء يسديها)
(مَعَ مُنْتَهى أرب قل كي تؤرخه ... معالم الطَّبْع بالبشرى تناهيها) 181 113 545 472 سنة 1312
هَذَا التَّارِيخ يعرف من بَين أَنْوَاعه بالمذيل وَحَقِيقَته أَن تكون جملَة التَّارِيخ نَاقِصَة فتكمل بِحرف أَو أَكثر مَعَ التَّنْبِيه عل ذَلِك بِإِشَارَة تَتَضَمَّن تورية وَبَيَان ذَلِك هُنَا أَن جَامع عدد قولي معالم الطَّبْع بالبشرى تناهيها هُوَ عشرَة وثلاثمائة وَألف فتوقف الْعدَد المؤرخ بِهِ على اثْنَيْنِ أَشرت لَهَا بِقَوْلِي مَعَ مُنْتَهى أرب ومنتهى أرب هُوَ الْبَاء الَّتِي بِاثْنَيْنِ فاستوفى عدد التَّارِيخ هَذَا وليعلم من يقف عَلَيْهِ من أدباء أهل الْمغرب أَنِّي حسبت حرف الشين من قولي بالبشرى بثلاثمائة على اصْطِلَاح المشارقة فِيهَا لَا بِأَلف كَمَا هُوَ اصطلاحنا وَهِي أحد الْحُرُوف السِّتَّة الَّتِي اخْتلف فِيهَا اصْطِلَاح الْفَرِيقَيْنِ وَقد تمذهبت بمذهبهم فِي هَذَا التَّارِيخ مُرَاعَاة لمحل الطَّبْع كَمَا يستحسن ذَلِك مني سَالم القريحة والطبع وَالله الْهَادِي إِلَى سَوَاء السَّبِيل وَهُوَ حسبي وَنعم الْوَكِيل