الدولة للشيعة «ا» ، فقيل إن المعز كان ماشيا يوما بالقيروان، وكانت دار مملكة إفريقية، إذ كبت به «ب» دابته فقال «أبو بكر وعمر» ، فلما سمع منه أهل القيروان ذلك قاموا على الشيعة فقتلوهم حيث ما وجدوهم وقتلوا فى جميع إفريقية؛ ويقال إنه قتل منهم بالقيروان وأحوازها نيف على 20 ألفا. وملك «ج» بنو زيرى ابن مناد الصنهاجى بلاد إفريقية إلى أن دخلها عليهم العرب، فرجع صاحب القيروان يسكن مدينة المهدية. وقد كان حماد بن حبوس قام على ابن عمه باديس بهذه المدينة، فسميت قلعة حماد؛ ونزل عليه ابن عمه فى جيوش لا تحصى فما قدر عليه، ورجع عنه خاسرا «د» ؛ ويقال إنه مات عليها وحمل منها إلى القيروان.

وولى بعده ابنه المعز وهو لم يبلغ الحلم فعند ذلك عظم ملك حماد بقلعة أبى طويل، وأخذ كثيرا من مدن إفريقية. فلما دخل العرب إفريقية هرب منهم صاحب القيروان إلى المهدية، وخرج المنصور من بنى حماد لنصرة ابن عمه وهزم الهزيمة المشهورة على مدينة سبيبة، وقد ذكرنا ذلك فى أخبار بجاية، وعظم ملك بنى حماد بجهة القلعة، وبجاية، وتلك البلاد.

ولبنى حماد بالقعلة مبان عظيمة وقصور منيعة متقنة البناء عالية السناء منها قصر يسمى بدار البحر، وقد وضع «ر» فى وسطه صهريج عظيم تلعب فيه الزوارق، يدخله ماء كثير من ماء مجلوب على بعد. وهذا القصر مشرف على نهر كبير وفيه من الرخام والسوارى ما يقصر عنه الوصف، وفيه قصور غير هذا ومبان عجيبة؛ وفيها آثار للأول عجيبة. ويقال إن حماد بن مناد صاحب القلعة التى تنتسب إليه كان له دهاء وفطنة وتجربة «س» فى الحروب، وكانت له فراسة حسنة وذكاء وله أخبار مشهورة محفوظة. فمن المحفوظ عنه من الذكاء والفطنة «1» أن رجلا شيخا خرج مع امرأته من بعض البلاد يريد القلعة فصحبه فى الطريق فتى شاب وكان له جمال، فكلفت به المرأة وكلف بها فتواطآ «ص» على أن يدعى فى زوجيتها وتفعل هى «ط» كذلك، ويسقط الشيخ، فلما وصلوا القلعة فعلا ذلك. قال فتعرض الشيخ إلى حماد وشكا إليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015