مدينة الغدير «1» : وهى مدينة كبيرة أزلية بين جبال قد أحدقت بها، ولها نهر يجتمع من العيون فى موضع دهس يخرج منه هذا النهر، ويسمى نهر سهر ويمشى من هناك إلى مدينة المسيلة «ا» وهو نهرها. والمسيلة من بلاد الزاب، وسيأتى ذكرها عند ذكرنا بلاد الزاب إن شاء الله. وبقرب مدينة الغدير فحص عجيسة، وهو فحص مديد «ب» ، كثير الزرع والضرع إلا أنه شديد البرد والثلج. ولقد دخلت هذا الفحص فى زمان الصيف فرأيت الجليد ينزل فيه بالغدو. ومن أمثال تلك البلاد، برد بلد عجيسة فى الصيف وأما الشتاء فسكرات الموت «ج» وعندهم النيلة المشهورة «د» .
مدينة قلعة أبى طويل «2» : وهى قلعة حماد «ر» وهى مدينة عظيمة قديمة أزلية على نظر عظيم كثير الزرع وجميع الخيرات. وهى فى جبل عظيم، وهى حصينة منيعة لا تمكن بقتال. وكانت دار مملكة بنى حماد من صنهاجة، وهم كانوا ملوك إفريقية [أيام بنى عبيد] فلما رحلوا إلى بلاد مصر، ولوا على إفريقية [بلجين بن «س» زيرى بن مناد الصنهاجى، فكان كذلك على طاعتهم إلى أن مات ثم ولى بعده ابنه حبوس فكان كذلك على طاعتهم إلى أن مات فولى بعده ابنه باديس؛ ثم ولى بعده أبنه المعز وهو الذي خلع طاعة الشيعة «ص» وقتلهم بإفريقية قتلا ذريعا. وكان سبب ذلك أن هذا المعز بن باديس كان يضمر حب الصحابة رضه، وكان يظهر التشيع والقليل من أهل إفريقية سنية لكون