ما دهاه. وكان الشيخ مولعا بالمرأة فأمر حماد بإحضار الفتى والجارية، فسألهما عما ذكره الشيخ فأنكرا ما قال الشيخ وتعارفا أمامه بالزوجية. فجعل حماد يسأل الشيخ من صحبه فى الطريق، أو هل له بينة أو شبهة؛ فقال له الشيخ ما صحبنى وامرأتى غير هذا الكلب، خرج معنا من البلد الفلانى، وهو تربيتنا؛ فأمر حماد بربط الكلب إلى شجرة، ثم أمر المرأة أن تحله، فقربت منه فهش الكلب إليها، فحلته، ثم أمرها فربطته ثم حلته، والكلب فى ذلك كله يهش إليها ولا ينكر شيئا مما تفعل به. ثم قال للفتى قم إلى الكلب وحله واربطه فلما دنا منه خجّه الكلب وأنكره ولم يقدر على الدنو منه. فقال حماد للشيخ قم إلى الكلب، فقام إليه فهش الكلب كما هش للمرأة، فأمر بضرب عنق الفتى، وقال للشيخ شأنك والجارية. وكان له من هذا الباب كثير. ويذكر أنه قال «1» : ما تداهى على أحد قط ولا خدعنى غير امرأة وكعاء من البربر.
قيل له وكيف كان ذلك؛ قال كان لى صاحب من البربر نشأت معه بالقيروان ولم يفرق بيننا ريب الزمان، وكنت خالطته بنية نفسى وجعلته محل أنسى، فلما صرت إلى ما أنا فيه من الرياسة، فقدته، فجعلت أطلبه فلا أقدر عليه، فلما نزلت على مدينة باغاية «ا» ، ودخلتها عنوة واستبحت جميع ما فيها فإذا أنا فى صبيحة ذلك اليوم بصائح يصيح: «أنا بالله وبالأمير» ؛ فقلت: «مالك ومن أنت» . فقال أنا فلان، فإذا بصاحبى الذي كنت أطلب مع أهل «ب» باغاية، قد حبسه «ج» عنى نسكه، وغلب على هواه وورعه؛ فأظهرت البشر بمكانه والجزل بشأنه، ولو شفع إلى فى أهل باغاية لشفعته. فجعلت أوانسه وهو كالوالد فسألته عن أمره، فقال إنه فقد بنتا كانت له فيمن فقد من النساء؛ فقلت له والله لو خرجت إلى بالأمس لحقنت دم أهل بلدك لحرمتك عندى؛ فقال القدر غالب والمحروم خالب. قال حماد ثم أمرت القواد فأحضروا جميع ما كان فى أخبئتهم من النساء، فعرف الرجل أن ابنته فيهن. قال حماد فأمرت بسترها وترفيهها وحملها مع أبيها فى أحسن حال، قال فرفعت صوتها قائلة، والله يا حماد لا