مدينة أجدابية «1» : هى مدينة كبيرة فى صحراء صفا، وآبارها منقورة فى ذلك الصفا «ا» ؛ طيبة الهواء والماء وبها عين ثائرة عذبة «ب» ، ولها بساتين ونخل يسير «ج» ؛ وبها جامع حسن البناء بناه الشيعى، وله صومعة مثمنة بديعة العمل.
وبها حمامات وفنادق كثيرة، وأسواق حافلة مقصودة، وأهلها ذو يسار وأكثرهم أقباط «د» ، وبها نبذ من صرحاء لواته. وليس لمبانيها سقوف من خشب، وإنما هى أقباء من الطوب لكثرة الرياح بها. ثم كذلك قبائل البربر والعرب إلى جبل نفوسة «2» وطوله من المشرق إلى المغرب 6 أيام؛ وبينه وبين القيروان 6 أيام، وفيه مدن كثيرة. وفى هذا الجبل مواضع كثيرة فيها آثار قديمة للأول، عجيبة فيها غرائب لمن تأملها. ووصل عمرو بن العاص- رحمه الله- إلى جبل نفوسة وافتتحه وكان أهله نصارى، وفى جبل نفوسة رجع بكتاب عمر بن الخطاب رضه. وفى وسط هذا الجبل مدينة جادوا «ر» [وهى] مدينة كبيرة لها أسواق حافلة وأكثر أهلها يهود، وهى أم قرى جبل نفوسة.
مدينة شروس «3» : وهى مدينة كبيرة جليلة قديمة، فيها آثار للأول، وأهلها إباضية «س» ، وليس بها جامع ولا فيما حولها من القرى؛ وفى نظرها أزيد من 300 قرية. ولا يرون فى مذهبهم الجمعة، وفى هذا الجبل أمم كثيرة على مذاهب شتى، وأكثرهم إباضية «ص» . وليس لهم أمير يرجعون إلى أمره وإنما