فيصير فى خلق الغول والسعلاة، وإن عاش «ا» يعدو على الناس حتى يغل ويقيد. ولأجل ذلك يشتم أهل تلك البلاد وأهل إفريقية بعضهم بعضا يقولون: يا مبدول «ب» . وقد أخبر الثقات أنهم عاينوا ذلك وتحققوه.
مدينة برقة «1» : وهى مدينة كبيرة أزلية قديمة، فيها آثار كثيرة للأول؛ وهى فى صحراء حمراء التربة والمبانى فتحمر لذلك ثياب ساكنيها والمتصرفين فيها؛ وعلى 6 أميال منها جبل كثير الخصب والفواكه والمياه السائحة. وأرض برقة كثيرة الخصب تصلح السائمة فى مراعيها؛ وأكثر ذبائح أهل مصر والإسكندرية من غنم برقة لعظم خلقها وكثرة شحمها ولذة لحمها «ج» . واسمها باللغة الإغريقية بنطابلس «د» ، تفسيره 5 مدن «ر» . ويذكر أن فى تلك الخرائب التى ببرقة والآثار القديمة دار منقورة فى حجر صلد، عليها باب من حجر صلد كذلك، من أغرب ما يكون فى الدنيا، لا تدخل الذرة بين العضادة والباب، ولا بين العتبة والباب؛ ولا يفتح الباب إلا للداخل، ولا يقدر أحد على الخروج منه إلا أن يدخل عليه آخر، ويقال إنه كان مفتوحا لا قفل له.
وأخبرنى بعض من دخل ذلك الطريق أن رجلا دخل فيه ليرى الدار، فرأى دارا منقورة فى حجر صلد، وفيها من عظام الناس كثير، فهاله ذلك فأراد الخروج فوجد الباب قد انغلق ولم يقدر على فتحه، وأيقن بالهلكة حتى طلبه بعض أصحابه فجاء إلى ذلك الباب فسمع صوته يستغيث بفتح الباب، ففتحه فخرج الرجل.
وفى تلك الآثار عجائب لمن يتأملها.