مدينة جيجل «1» : مدينة قديمة على البحر وكان لها سور قديم يضرب البحر فيه؛ وهى على نظر كبير. وهى كثيرة العنب والتفاح والفواكه، ومنها تحمل الفواكه والعنب والرّب إلى مدينة بجاية. وعلى هذه المدينة جبل كتامة، ويسمى جبل زلدوى «ا» «2» ، وهو كثير الخصب فيه قبائل كثيرة من البربر؛ وفيه كانت دعوة [أبى] عبد الله الداعى. وبين جيجل وبجاية، على ساحل البحر؛ موضع يسمى بالمنصورية «3» عليه جبل عظيم، مما يلى البر منه حافة مثل الحائط، فيها ثقب فى غلظ حجر الربع الموزون به، ينبعث منه ماء فى كل وقت من الأوقات المعهودة بالصلوات الخمس «ب» ، يسمع قبل انبعاثه دوى كدوى الرحى الفارغة، ينبعث الماء هكذا ليلا ونهارا فى أوقات الصلاة خاصة.

أخبر بذلك من شاهده وسهر الليل كله.

مدينة بجاية «4» : هى مدينة عظيمة على ضفة البحر، والبحر يضرب فى سورها. وهى محدثة من بناء ملوك صنهاجة، أصحاب قلعة أبى طويل، وتعرف بقلعة حماد اليوم. وكان سبب بنائها، أن العرب لما دخلوا إفريقية وأفسدوا القيروان وأكثر مدن إفريقية، هرب منهم صاحب القيروان الصنهاجى، وتحصن بمدينة المهدية. وكان ابن عمه صاحب القلعة، المنصور بن حماد، أشد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015