مدينة بونة «1» : مدينة قديمة من بناء الأول وفيها آثار كثيرة؛ وهى على ربوة مشرفة على فحوصها وقراها «ا» ؛ وهى من أنزه البلاد وأكثرها لبنا ولحما وعسلا وحوتا. والبحر يضرب فى سورها، وفيها بئر على ضفة البحر منقورة فى حجر صلد، ماؤها أعذب ماء وأنفقه؛ ومنها يشرب أكثر أهلها لعذوبة مائها. وبغرب هذه المدينة ماء سائح يسقى بساتينها وأرضها؛ وموضع جناتها منتزه حسن مشرف على البحر. ويطل «ب» على مدينة بونة جبل زغوغ وهو كثير الثلج والبرد، ومن العجائب أن فيه مسجدا قديما لا ينزل عليه شىء من ذلك الثلج؛ فإذا عم الثلج الجبل كله رأيت المسجد فى وسطه كأنه شامة. وبغربى مدينة بونة بركة فى دورها نحو 10 أميال، وفيها سمك كثير جليل. وفيها طائر يعرف بالكيكل ويسمى بالحوّاص «2» ، وهو يعشش على وجه الماء ويفرخ، فإن أحس بحيوان أو إنسان يروم أخذه، رفع عشه بفراخه برجليه حتى يصيره فى وسط البركة حيث يأمن. وهو طائر حسن وهو الذي يسمى بمصر بالخواص، ويتخذ بمصر من جلوده ثياب للينها وجمالها؛ وتباع بالأثمان الغالية. ومرسى مدينة بونة يسمى مرسى الأزقاق، وهو من المراسى المشهورة «ج» . وبونة فى جون «د» من البحر يسمى جون الأزقاق، وهو صعب، وفيه عطب مركب القيطانى ومركب الفخرى ومراكب كثيرة.
مدينة القلّ «3» : مدينة قديمة فيها آثار كثيرة للأول من الروم؛ وهى على ضفة البحر، وهى مرسى مدينة القسطنطنية. وهى كثيرة الفواكه والخيرات والعنب فيها كثير، وفيها تفاح جليل؛ ولها نظر وجباية عظيمة «ر» وهى برية بحرية.