18- الاستهانة بالمسيء: وذلك ضرب من ضروب الأنفة والعزة، ومن مستحسن الكبر والإعجاب.

حكي عن مصعب بن الزبير أنه لما ولي العراق جلس يوما لعطاء الجند، وأمر مناديه، فنادى: أين عمرو بن جرموز- وهو الذي قتل أباه الزبير- فقيل له: أيها الأمير، إنه قد تباعد في الأرض.

فقال: أويظن الجاهل أني أقيده- أي أقتص منه- بأبي عبد الله? فليظهر آمنا; ليأخذ عطاءه موفرا، فعدّ الناس ذلك من مستحسن الكبر.

ومثل ذلك قوله بعض الزعماء في شعره:

أو كلما طنّ الذباب طردته ... إن الذباب إذا عليّ كريم

وأكثر رجل من سب الأحنف وهو لا يجيبه، فقال السابّ: والله ما منعه من جوابي إلا هواني عليه.

وفي مثله يقول الشاعر:

نجا بك لؤمك منجى الذباب ... حمته مقاذيره أن ينالا

وشتم رجل الأحنف، وجعل يتبعه حتى بلغ حيّه، فقال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015