الأحنف: يا هذا إن كان بقي في نفسك شيء فهاته، وانصرف; لا يسمعك بعض سفهائنا; فتلقى ما تكره.

وقيل للشعبي: فلان يتنقصك ويشتمك، فتمثل الشعبيّ بقول كثيّر:

هنيئا مريئا غير داء مخامر ... لعزّة من أعراضنا ما استحلت

أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة ... لدينا ولا مقليّة إن تقلّت

وأسمع رجل ابن هبيرة فأعرض عنه، فقال: إياك أعني، فقال له: وعنك أعرض.

19- نسيان الأذية: وذلك بأن تنسى أذية من نالك بسوء; ليصفو قلبك له، ولا تستوحش منه; فمن تذكّر إساءة إخوانه لم تصف له مودتهم، ومن تذكر إساءة الناس إليه لم يطب له العيش معهم; فانس ما استطعت النسيان.

20- العفو والصفح ومقابلة الإساءة بالإحسان: فهذا سبب لعلو المنزلة، ورفعة الدرجة، وفيه من الطمأنينة، والسكينة، والحلاوة، وشرف النفس، وعزها، وترفعها عن تشفيها بالانتقام- ما ليس شيء منه في المقابلة والانتقام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015