وطفق يسب الدهر، ويعاتب القدر.

وإذا كان الأمر كذلك فأجدر بالعاقل ألا يرى إلا هاشّا باشّا، متهلّلا متطلّقا.

فإن كان ذلك سجية في المرء وطبعا- فليحمد الله، وليتعاهد هذه الخصلة الحميدة من نفسه.

وإلا فليجاهد نفسه على تكلّف البشر والطلاقة، وعلى تجنّب العبوس والتقطيب جملة; حتى تألف ذلك نفسه، وتأنس به أنس الرضيع بثدي أمه.

وحينئذ ترقّ حواشيه، وتلين عريكته، ويؤنس في حديثه، ويرغب في مجلسه.

ومن أعظم ما يعين على اكتساب تلك الخلّة الإقبال على الله عز وجل وطهارة القلب، وسلامة المقاصد، والبعد عن موطن الإثارة قدر المستطاع.

ومن ذلك قوة الاحتمال، ومحاربة اليأس، وطرد الهم والكآبة.

14- التغاضي والتغافل: فذلك من أخلاق الأكابر والعظماء، وهو مما يعين على استبقاء المودة واستجلابها، وعلى وأد العداوة وإخلاد المباغضة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015