ثم إنه دليل على سموّ النفس، وشفافيتها، وهو مما يرفع المنزلة، ويعلي المكانة.
قال ابن الأثير متحدثا عن صلاح الدين الأيوبي: وكان رحمه الله حليما حسن الأخلاق، متواضعا، صبورا على ما يكره، كثير التغافل عن ذنوب أصحابه، يسمع من أحدهم مايكره، ولا يعلمه بذلك، ولا يتغير عليه.
وبلغني أنه كان جالسا وعنده جماعة، فرمى بعض المماليك بعضا بسرموز فأخطأته1، ووصلت إلى صلاح الدين فأخطأته، ووقعت بالقرب منه، فالتفت إلى الجهة الأخرى يكلم جليسه; ليتغافل عنها.
وكان الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله كثير التغاضي عن كثير من الأمور في حق نفسه، وحينما يسأل عن ذلك كان يقول:
ليس الغبيّ بسيد في قومه ... لكنّ سيّد قومه المتغابي
15- الحلم: فالحلم من أشرف الأخلاق، وأحقها بذوي