فإذا حصلت له أنس وسرّ، وإن لم تحصل له عبس، وقطّب، ونغّص على نفسه وعلى من حوله، وقال: على الدنيا العفاء.

لا، ليس الأمر كذلك; فالسرور نابع من النفس، والكرام يجودون بالبشر، والتبسم ولو كانت أسبابه بعيدة عنهم.

ومن أحكم ما قالته العرب:

ولربما ابتسم الكريم من الأذى ... وفؤاده من حرّه يتأوّه

فالابتسام للحياة يضيؤها، ويعين على احتمال مشاقها.

والمبتسمون للحياة أسعد الناس حالا لأنفسهم ومن حولهم.

بل هم مع ذلك أقدر على العمل، وأكثر احتمالا للمسؤولية، وأجدر بالإتيان بعظائم الأمور التي تنفعهم، وتنفع الناس; فذو النفس الباسمة المشرقة يرى الصعاب فيلذّه التغلب عليها، ينظرها فيبتسم، وينجح فيبتسم، ويخفق فيبتسم.

وذو النفس العابسة المتجهّمة لا يرى صعابا، فيوجدها، وإذا رآها أكبرها، واستصغر همته بجانبها، فهرب منها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015