من النبي صلى الله عليه وسلم هكذا على الشك والمراد به الإبهام على حذيفة وغيره، ويحتمل أن يكون حذيفة علم أنه يقتل ولكنه كره أن يخاطب عمر رض يالله عنه بالقتل، فإن عمر رضي الله عنه كان يعلم أنه هو الباب كما جاء مبيناً في الصحيح أن عمر كان يعلم من الباب كما يعلم أن قبل غد الليلة، فأتى حذيفة رضي الله عنه بكلام يحصل منه الغرض، مع أنه ليس إخباراً لعمر بأنه يقتل. وأما قوله (حديثاً ليس بالأغاليط) فهي جمع أغلوطة وهي التي يغالط بها، فمعناه حدثته حديثاً صدقاً محققاً ليس هو من صحف الكتابيين ولا من اجتهاد ذي رأي بل من حديث النبي صلى الله عليه وسلم. والحاصل أن الحائل بين الفتن والإسلام عمر رضي الله عنه، وهو الباب فما دام حياً لا تدخل الفتن فإذا مات دخلت الفتن وكذا كان والله أعلم. أهـ النووي.
562 - * روى مسلمٌ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن عرش إبليس على البحر، فيبعث سراياه: فيفتنون الناس، فأعظمهم عنده أعظم فتنةٌ، يجيءُ أحدهم، فيقول: فعلتُ كذا وكذا. فيقول: ما صنعت شيئاً، ثم يجيء أحدهم، فيقول: ما تركته حتى فرَّقتُ بينه وبين امرأته. فيدنيه منه، ويلتزمه، يقول: نِعم أنت".
563 - * روى الترمذي عن أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكونُ في آخر الزمان رجالٌ يختِلُون الدنيا بالدين، يلبسون للناس جُلود الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب، يقول الله تعالى: أبي يغترون، أم عليَّ يجترئون؟ فبي حلفتُ، لأبعثن على أولئك منهم فتنةٌ تدعُ الحليم حيران".