ورواية ابن عمر أخصرُ من هذه (?)، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله قال: لقد خلقتُ خلقاً ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمرُّ من الصبر، فبي حلفتُ، لأتيحنهم فتنةً تدعُ الحليم منهم حيران، فبي يغترون، أم عليَّ يجترئون؟ ".
564 - * روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنها ستكونُ بعدي أثرةً وأمور تنكرونها" قالوا: يا رسول الله، كيف تأمر من أدرك ذلك منا؟ قال: "تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم".
565 - * روى الطبراني عن أبي ثور الحُداني، قال: دفعتُ إلى حذيفة وأبي مسعود في المسجد، وأبو مسعود يقول: والله ما كنتُ أرى أن تزيد على عقبيها ولم يُهرق فيها محجمةً من دم. فقال حذيفةُ: لكن قد علمتُ أنها لتزيدُ على عقبيها وأنه يُهراق فيها محجمةٌ من دم، إن الرجل ليصبح مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً فينُكسُ قلبه فتعلوه استه، يقاتل في الفتنة اليوم ويقتله الله غداً فقال أبو مسعودٍ: صدقت، هكذا حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة.
أقول:
من هذا الحوار الذي جرى بين صحابيين ندرك أن الشيء الذي يتصور أنه لن يكون له عاقبة سيئة قد تكون له عواقب وخيمة. فما حدث بسبب مقتل عثمان رضي الله عنه ترك آثاره في الأمة الإسلامية إلى قيام الساعة، وهذا يدعونا للتبصر في كل خطوة عامة وفي كل