أكثراً؟ لا أبالك، فلو أنه فُتحَ؟ لعله كان يُعاد. قال: لا، بل يُكسرُ. وحدثته أن ذلك الباب رجلٌ يقتلُ أو يموت، حديثاً ليس بالأغاليط. قال ربعي: فقلت: يا أبا مالك- هو سعد بن طارق- ما أسود مرباداً؟ قال: شدةُ البياض في سوادٍ. قلت: فما الكوزُ مُجخياً؟ قال: منكوساً.
قال النووي: قوله "فتنة الرجل في أهله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة" قال أهل اللغة: أصل الفتنة في كلام العرب الابتلاء والامتحان والاختبار. قال القاضي: ثم صارت في عرف الكلام لكل أمر كشفه الاختبار عن سوء. قال أبو زيد: فتن الرجل يفتن فتونا إذا وقع في الفتنة وتحول من حال حسنة إلى سيئة، وفتنة الرجل في أهله وماله وولده ضروب من فرط محبته لهم وشحه عليهم وشغله بهم عن كثير من الخير كما قال تعالى: {أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} أو لتفريطه بما يلزم من القيام بحقوقهم وتأديبهم وتعليمهم فإنه راع لهم ومسئول عن رعيته، وكذلك فتنة الرجل في جاره من هذا. فهذه كلها فتن تقتضي المحاسبة، ومنها ذنوب يرجى تكفيرها بالحسنات كما قال تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}. وقوله (التي تموج كما يموج البحر) أي تضطرب ويدفع بعضها بعضاً، وشبهها بموج البحر لشدة عظمها وكثرة شيوعها. وقوله (فأسكت القوم) هو بقطع الهمزة المفتوحة، قال جمهور أهل اللغة: سكت وأسكت لغتان بمعنى صمت. وقال الأصمعي: سكت صمت وأسكت أطرق. وإنما سكت القوم لأنهمن لم يكونوا يحفظون هذا النوع من الفتنة وإنما حفظوا النوع الأول. وقوله: (لله أبوك) كلمة مدح تعتاد العرب الثناء بها فإن الإضافة إلى العظيم تشريف، ولهذا يقال: بيت الله وناقة الله. قال صاحب التحرير: فإذا وجد من الولد ما يحمد قيل له لله أبوك حيث أتى بمثلك أ. هـ النووي.
قال النووي: أما الرجل الذي يقتل فقد جاء مبيناً في الصحيح أنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقوله: "يقتل أو يموت": يحتمل أن يكون حذيفة رضي الله عنه سمعه