قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 1: 583 "جاء في حديث عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة أن عيسى عليه السلام يمكث في الأرض بعد نزوله أربعين سنة. رواه الإمام أحمد، وفي حديث عبد الله بن عمرو عند مسلم أنه يمكث سبع سنين. فيحتمل والله أعلم أن يكون المراد بلبثه في الأرض أربعين سنة مجموع إقامته فيها قبل رفعه وبعد نزوله، فإنه رفع وله ثلاث وثلاثون سنة في الصحيح". انتهى.
قلت: لكن الحافظ ابن حجر لم يرتض هذا الجمع، فلذا حط كلامه على أن مدة إقامته بعد نزوله. عليه السلام أربعين سنة إذ ذكر رواية "سبع سنين" ثم أعقبها بروايات صحيحة فيها ذكر "أربعين سنة" وسكت عليها مرتضيًا لها، وهذه عبارته في "فتح الباري" 6: 357 "روى مسلم من حديث ابن عمرو في مدة إقامة عيسى بالأرض بعد نزوله أنها سبع سنين. وروى نعيم بن حماد في كتاب الفتن من حديث ابن عباس أن عيسى إذ ذاك يتزوج في الأرض ويقيم بها تسع عشرة سنة، وبإسناد فيه راو مبهم عن أبي هريرة يقيم بها أربعين سنة، وروى أحمد وأبو داود بإسناد صحيح من طريق عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فيمكث -أي عيسى- في الأرض أربعين سنة". انتهى. فليكن هو المعول عليه، والله تعالى أعلم." اهـ (من التصريح).
1083 - * روى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تزال طائفة من أمتي، يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة" قال: "فينزل عيسى ابن مريم عليه السلام فيقول أميرهم: تعال فصل فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة".
فسر بعضهم أحاديث الطائفة بأنهم أهل الشام وممن فسرها بذلك قتادة، وعلق الشيخ عبد الفتاح على تفسير قتادة بقوله:
"هذا التفسير من قتادة لـ (العصابة) هو أحد أقوال عشرة لخصها شيخنا عبد الله الغماري في "إقامة البرهان" ص 30، وحكى أن الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم"