التأويل، والله الموفق لإصابة الحق وهو حسبنا ونعم الوكيل. انتهى) أهـ (التصريح).

أقول:

الذي ذهبت إليه أثناء العرض للنصوص أن اليوم الأول كَسَنة في الشِّدة واليوم الثاني كشهر في الشِّدة واليوم الثالث كأسبوع في الشِّدة، وبكلام فضيلة الشيخ عبد الفتاح أصبح أمامك اتجاهان يمكن أن يحمل عليهنا النص، ولا يبعد أن يكون هناك سبب وراء ذلك الطول في تلك الأيام، فالذي دعانا إلى حمل هذه النصوص على غير ظاهرها نصوص أخرى من ناحية، ومن ناحية أخرى أن بقاء يوم مستمر سنة كاملة قبل طلوع الشمس من مغربها لا يُستغرَب معه أن تطلع الشمس من مغربها بعد ذلك، مع أن الشارع رتب على هذه القضية ما رتَّب، ثم إذ لم تكن المسألة محمولة على شيءٍ ما لا نستطيع تصوره فإن اليوم الذي كسنة في حق بعض الناس سيكون منيراً في حقهم مظلماً بحق ناس آخرين بسبب كروية الأرض، فهذه الأشياء وأمثالها دعت إلى التأويل أو إلى التفسير مع احتمال أن يكون للمسألة سرها الذي يُعَرَّف في إبانه، ولذلك فمع أننا ذهبنا إلى ما ذهبنا إليه ونقلنا ما نقلناه فإننا نرجِّح التسليم خاصةً وسياق النصوص ليس صالح للتأويل.

(5)

تعليقاً على قوله عليه الصلاة والسلام: "وآخر أيامه كالشررة". الوارد في حديث ابن ماجه عن أبي أمامة قال الشيخ عبد الفتاح حفظه الله:

هذا يخالف ما تقدَّم في حديث النوَّاس بن سمعان، فقد جاء فيه أن إقامة الدجَّال في الأرض: "أربعون يوماً، يومٌ كَسَنة، ويومٌ كشهر، ويومٌ كجمعة، وسئر أيامه كأيامكم". وهو حديث صحيح أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه والإمام أحمد كما تقدَّم. وحديث أبي أُمامة هذا- على صحته- في سنده مقال فيُقدَّم عليه الحديث الصحيح الذي لا كلام في سنده.

والظاهر أن ما وقع في هذا الحديث من مغايرة للحديث الصحيح في مُدَّة ُمُكْثِ الدَّجَّال في الأرض: إنما هو من اشتباه بعض الرُّوَاة وتصرفاتهم، كما قرَّره المؤلِّف الإمام الكشميري

طور بواسطة نورين ميديا © 2015