رحمه الله تعالى في قاعدةله تراها في كتابه "فيض الباري على صحيح البخاري" (4: 44 - 47).
وبعد ما استظهرتُ هذا الاستظهار رأيتُ حديثَ أبي إمامة في "مستدرك الحاكم" 4: 536 - 537، وقد جاء في تحديد مكث الدجال موافقاً لما جاء في "صحيح مسلم"، ولفظه: "وإن أيامه أربعون، فيومٌ كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، ويوم كالأيام، وآخِرُ أيامه كالسَّراب، يُصبِح الرَّجُل عند باب المدينة فيُمسي قبل أن يبلغ بابها الآخر". فجزمت بأن الرواية الواقعة في "سنن ابن ماجه" وقع فيها اشتباهٌ وتصرفٌ من بعض الرواة، كما قرَّره شيخ شيوحنا المؤلِّف إمام العصر الكشميري في قاعدته المشار إليها، فرحمةُ الله عليه ورضوانه العظيم، وجَزَى الله خير الجزاء أستاذنا العلامة المفيد الشيخ محمَّد بدر عالَم على تبسيطه قاعدة شيخه المؤلِّف الإمام الكشميري فيما علَّقه عليها.
وعلى فرض قبول هذه الرواية مع التحديد لإقامة الدَّجَّال قال العلامة علي القاري في "المرقاة شرح المشكاة" 5: 211 "ولعلَّ وجه الجمع بين الروايتين اختلاف الكميَّة والكيفيَّة، كما يُشيرُ إليه قوله: السنة كشهر. فإنه محمول على سرعة الانقضاء، كما أن ما سبق من قوله: يومٌ كسنةٍ، محمولٌ على أنَّ الشِّدَّة في غاية الاستقصاء، على أنه يمكن اختلافه باختلاف الأحوال والرِّجال. انتهى. أهـ (التصريح).
أقول:
ما ذكره الشيخ ملا علي القاري يمكن أن نستأنس به لِما ذهبنا إليه أن اليوم الأوَّل كسنة في الشِّدَّة، وهكذا، ومن المعروف أن استغراق الإنسان في أمر ما ينسيه الوقت فلا يحس به، ولذلك كان الشعور بالوقت نسبيَّاً، فمن كان شِدَّة أحسَّ بطول الوقت ومن كان في لذَّة لم يشعر بالوقت، ومن كان مستغرقاً في أمر لم يحس بمرور الزمن، فلعلَّ المراد هو ذلك.
(6)
قال الشيخ عبد الفتاح في السؤال والجواب الواردين: "ما إسراعه في الأرض؟ قال كالغيث استدبرته الريح ... ":