واديًا خصيبا بل منزلة شماء1 ودارة2 علياء وأوجا3 بطوالعها السعيدة يسعد، ويلوح بها من ذكراه كل حين فرقد4، فلم أنشب5 أن قدمت كتابي هذا لمولاي بين يدي اللقاء عله إن يسمح به الزمان، وتشعر6 عنه الليالي والأيام ليتاح7 لي ري الفؤاد بما أرويه من حديث زيد الخيل الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد الخير، وقال له ما وصف لي أحد، فرأيته إلا وجدته دون ما وصف لي سواك، وإن فيك خصلتين يحبهما الله "الحلم والأناة8" مقتديا بالإمام "محمود جار الله9" في تقديم هذا الحديث الشريف على ما أنشده إياه الشريف ابن الشجري أول ما لقيه، وكانا قد تحابا بالسماع.

كانت مساءلة الركبان تخبرنا ... عن جابر بن رباح أطيب الخبر

حتى اجتمعنا فلا والله ما سمعت ... أذني بأحسن مما قد رأى بصري

ومن كتابته السهلة الواضحة التي لا التواء فيها ولا تعقيد، ما كتبه بعنوان "الشورى، ومجلس النواب المصري"، فمما قاله:

ونحن وإن كنا نعلم ما يترتب على الشورى من الفوائد العميمة، والمنافع الجسيمة، وما ينجم عن التفرد بالرأي من سوء العاقبة، غير أن ذلك لم يمنعنا من إبداء ما نراه من الملاحظات في الأمر بين كليهما، أعني الشورى والتفرد بالرأي المعروف بالاستبداد، فأما الشورى، فإنها وإن كانت ممدوحة عقلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015