وإشراقه ليلائم الغرض، ويشاكل القصد وينتفع بأدبه خاصة الناس وعامتهم، وإذ ذاك خلف غريبه وقل سجعه، وكان أنصع ديباجة وأوضح تعبيرًا.
وكان من الأسباب التي ألانت قلمه وزادت أسلوبه سهولة ونصاعة، وجعلته لمشايعة الحياة أكثر قربا ما تكاثر عليه من مطالب الوزراء والكبراء الذين يريدون أن يخطبوا، أو يكتبوا في مناسبات اجتماعية رسمية تتطلب التجويد الذي لا يسمح وقتهم -على الأقل- به فاضطره ذلك إلى أن يجاري بقلمه ما يتسق مع الطابع العصري السمح، وما يوائم الخطيب أو الكاتب من السهولة والإشراق.
وأسلوب "البشري" قريب من كل روح مداخل لكل نفس يجد كل فيه غداءه الروحي، ومتعته السائغة.
وهو يوائم فيما يكتب بين الكلمة العربية الرصينة، والكلمة الأوروبية المستلزمة والعامية الشائعة على ألسنة العوام إذا اقتضت النكتة سوقها، على أنك تجد الائتلاف، والالتئام بين هذه الكلمات سواء تقاربت أم تلاحقت.
"وأخص ما يمتاز به أدب "عبد العزيز" إنه حلو سمح خفيف الروح لا يجد قارئه مشقة في قراءته، ولا جهدا في فهمه، ولا عناء في تذوقه وتمثله1".
النكتة من مظاهره:
كانت النكتة البارعة من الأمور التي جبل "البشري" عليها، وشغف حبابها ولم يكن يستطيع مغالبتها فهي تقهره، وتدفعه إلى المفاكهة بها دفعا، وقد اشتهر بها عند الناس حتى لا يلقونه إلا وهم يترقبون تنادره، ومطايبته بها ويفجؤه بها الخبثاء، فلا يعجز عن نكتة تقع موقع الارتياح والعجب، وتكون أبلغ من غيرهما جمالا وروعة.