خدش في الأعراض أو إسفاف في الأداء1".
ولم يكن ذلك وحده هو ما تأثر به من "المويلحي"، فقد كان منذ شب على الكتابة يكتب إلى صحيفته الأدبية "مصباح الشرق"، ويكلف بالمصباح الذي أصبح في الأدب العربي فتحا جديدا، وأمسى مصباحا حقا يهتدي المتأدبون بسناه، بل صار أفخر مدرسة لطلب الأدب الرفيع الجزل الطريف في هذه البلاد، بل إن "البشري" يدل صراحة على أنه اهتدى بالمصباح في نشأته الأدبية، فيقول: "لست أغلو إذا زعمت أنني في مطلع نشأتي الأدبية كان مصباح الشرق عندي هو المثل الأعلى للبيان العربي، وبهذا كنت شديد الإكباب على قراءته، وتقليب الذهن واللسان في روائع صيغه، وطرائف عبارته حتى لقد كنت أشعر بأنني أترشفهما ترشفا لتدور في أعراقي، وتخالط دمي وتطبع على هذا اللون من البيان الجزل السهل النافد الطريف2.
"والبشري" نظم الشعر في شبابه، وكثيرا ما نظمه في هجاء المرحوم الشيخ "علي يوسف"، ونشره في جريده "الظاهر"، ولكن شعره قليل على جودته، وقد استأثرت الكتابة بعبقريته، فلم تدع للشعر مجالا في نفسه، حتى إذ توفي صديقه المرحوم "حلمي المنشاوي" الطبيب، وهو غض الشباب جرت عاطفته بشعر نشرته "الرسالة" في حينه.
أسلوب البشري:
اتسم أدب البشري بالجزالة والفصاحة التي ترجع بالكتابة إلى العصر