شائبة من التواء أو معاظلة، والذي يطول ويطول، ولكنك لا تعثر فيه على لوثه الجناس التورية، ولا يوافيك منه في قليل، ولا كثير شيء من آثار الصنعة والطلاء.
وهو منطقي في أسلوبه، بارع في حجته، يغمرك بالأدلة ويفيض عليك بالبراهين حتى لا يدع إلى الشك مجالا فيما يذهب إليه من رأي، أو ينفذ إليه من غرض.
وتجد كتابته الشابة الثائرة كأنما خطها، قلم شاب متحمس جريء، فلا تحفظ ولا خوف ولا تمليق، وهي مع ذلك لا تفوت الرصانة والاتزان.
وقد جمعت طائفة قيمة من مقالاته التي رفعها لحضرة صاحب المعالي رئيس الوفد المصري باسم "الشرح التفصيلي لمذكرة الاتفاق"، الذي قدمه الإنجليز للمصريين، وبيان ما تضمنه من الشروط التي تتعارض مع الاستقلال، وقد "أحصى منها ثلاثين شرطا سوى التنصيص على إلغاء الحماية، وسوى مسألة السودان التي هي الجزء الحيوي المتسمم لمصر".
كما جمعت طائفة أخرى من مقالاته الممتعة التي سبق نشرها في الصحف، فضمها كتيب بعنوان "من الحماية إلى السيادة"، يقول في مقدمته: "أقدم هذه الكلمات إلى كل عامل في سبيل الاستقلال التام لوادي النيل من منبعه إلى مصبه، بدون أي تدخل أجنبي في شئونه الداخلية والخارجية".
واطلعت على تقرير كتبه بخطه الجميل الأنيق سنة 1899م، إذ كان نائبا لمحكمة بنها الشرعية، "حينما كانت مديرية القليوبية"، وقد أودع هذا القرار خلاصة آرائه، ومشاهداته وما يراه من إصلاح شامل في المحاكم واللوائح والنظم، وختم التقرير بفصل ضاف يبين حالة ديار المحاكم الشرعية، وما هي عليه من سوء الإهمال.