نماذج من كتابته:

مما كتبه بعنوان "من الخماية إلى السيادة":

يقول مكاتب التيمس: -والطريق الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو إيجاد حكومة برلمانية بقدر ما يمكن من السرعة عمليا، ويقول فخامة اللورد في خطابه: أما إنشاء برلمان يتمتع بحق الإشراف، والرقابة على السياسة والإدارة في حكومة مسئولة على الطريقة الدستورية، فالأمر فيه يرجع إلى عظمتكم، وإلى الشعب المصري من ذا الذي لا تطربه هذه النغمات، ولا تستهويه رشاقتها؟ ولكن الشعب المصري لا يسره الخروج من هذه الأزمة بالسرعة التي يريدها مكاتب التيمس، فدعونا زمنا ما حتى نتعرف هذا المصير الذي تسوقنا الحوادث إليه، لقد أنكرنا الحماية وعالجناها حتى ألقيناها من عواتقنا، وضحينا في سبيل الخلاص منها ما ضحينا، فليس من السهل، ولا من الميسور أن نستشفي من داء الحماية بداء السيادة، وما ترك أبو الطيب المتنبي في مصر رجلا، ولا امرأة إلا، وقد عرك أذنه حتى أدماها، وهو يعظه بقوله:

إذا استشفيت من داء بداء ... فاقتل ما أعلك ما شفاكا

لا والله ما كنت أحب لبريطانيا أن تضرب على رءوس المصريين بنا قوس السيادة البريطانية، وهي ترى ماذا يفعل الشرق والشرقيون، وإلى أية غاية يسير ويسيرون، وكان عليها أن تتريث في الاتهام نصيبها من تراث الرجل المريض، حتى تنظر بعيني رأسها إلى موضع أنيابه من أحشاء خصومه وأعدائه.

إلى أن يقول: -وها هي الآن قد اضطرت إلى الظهور بما كانت تضمره، وإن كانت لا تزال تحاول كتمانه، وإلى هذه الحقيقة تشير "التيمس"، حيث تقول: -ولا شك أن نتيجة هذا الاتفاق ستقيم علاقاتنا مع القطر المصري على قاعدة جديدة، وستقوى نفوذنا الذي تقلص تقلصا خطيرا بالنظر إلى ما حدث في غضون السنوات الأخيرة من سوء التفاهم، ولقد رفعت المسألة برمتها إلى مستوى أسمى من ذلك المستوى الذي تدلت إليه من خلال المفاوضات التي دارت بين الحكومة الإنكليزية، وبين ممثلين مختلفين من قبل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015