...
الأزهر والخطابة:
للأزهر بحكم زعامته أو رسالته لواء معقود، ومقام محمود، في جميع الأزمان والعهود له في الدفاع عن الدين والوطن فضل ظاهر وأثر ملموس، وله في توجيه الحياة مكانة لا تجحد، وهو في كل هذه المعاني مبرز بما هو له من قوة الملكة وفصاحة الأسلوب وحسن البيان، والهيمنة على السامعين في كل مجتمع وناد، وقد كان الأزهر ولا يزال عكاظ الأمة العربية وميدان فرسان البلاغة، وقد تهيأ لكثير من الأزهريين من طول المراس واعتياد القول، ومعاطاة الحوار والوعظ والجدل رصانة في الأسلوب، ودقة في التعبير وسمو في البيان وطلاقة في اللسان، وفيض في الخواطر وتدفق في المشاعر،