في الانتخابات للمجالس النيابية، يقوم المرشح أو فريق من ذويه وأنصاره فيرسمون للناخبين طريق جهادهم وما اعتزم النهوض به من برامج الإصلاح العام والخاص مع تزكيته لمبدأ المرشح والحزب الذي ينتمي إليه وتعريج على الخصم بنقد خطته، وتجريح حزنه وطريقته ونشر متتاليه والتهويل فيما يعود على الناخبين من الغنم والخير باتباع المرشح، وما ينالهم من الشر والخسار باتباع خصمه، وأما المجالس النيابية فكثيرا ما تدور المناقشات فيها على الخطاب الرزين والبيان السهل، والحجة الدامغة، والبرهان المحكم، ولكل حزب من الأحزاب تحت هذه القبة خطباء يدفعون عن خطتهم، ويهجمون على معارضيهم ويصولون بمساجلات يذخر لها البيان سلاحا والمنطق عدة والأمة ترتقب ما في هذه المصاولات لتحكم فتعلى فريقا وتنزل فريقا.
ومن مظاهر هذه الخطب، والخطب النيابية الارتجال والمناقشة، فلا تجد أحدًا من هؤلاء يعمد إلى ورقة يتلوها إلا في المواقف الرسمية والبيانات الدقيقة، وما سجل من ماض أو بحث تعيا الذاكرة بوعيه.