إذا صرفي القرطاس ظل لوقعه ... فؤاد الليالي راجفًا يترعدد1
يشق ستور الغيب فهي مراقب ... لما في ضمير الكون والغيب مشهد2
وكم أفزعت عرضًا تخر لعزه ... وجوه الدراري عانيات وتسجد
شباة لها تفري الخطوب وصولة ... لها البأس جند, والحقيقة منجد3
إذا حميت بأساء خلت لعابه ... شواظًا على أعدائه يتوقد4
وكم بين أثناء المؤيد آية ... يغور بها في العالمين وينجد5
إذا الصحف العظمى تناقلن حادثًا ... له فيه عظمى ورأي مؤيد
تراءى لدار الوكالة البريطانية أن ساعد "المؤيد" قد اشتد، وأن خطرها قد تفاقم, فلم تطق صبرًا على أمرها, ولم تدعها تنفث في الناس أفكارها, فأمرت بمعنها من دخول السودان, وحوربت بشتى الأساليب, فكانت تمنع هنا وهناك دون علم إدارتها, فلا تصل إلى مشتركيها6.
هبت على "المؤيد" رياح وأنواء كان من شأنها أن تعصف بها, ولكنها كانت تستمد من الأحدث قوةً, ولم يهن عزم صاحبها بما دبر له من كيد وعنت, وما ارتصد له من ضيق وعسف, بل كان يمضي في طريقه قدمًا.
هذا هو الاستعمار يضيق على "المؤيد" ويخلق لها المتاعب والعقبات, فيحرم إصدرها في السودان والشرق, ثم يحرض صحفه على مهاجمتها والنَّيْلِ منها, ويشيرها على الؤيد, فتكتب ملبيةً داعي الاحتلال ونداءه.