تلك هي "المقطم" بوق الاحتلال وداعيته, تعتبر صاحب "المؤيد" جاهلًا بآداب المناظرة, وتحمل على مصطفى كامل؛ لأنه دعا إلى تكريم "المؤيد"؛ لأنها أقدر الصحف على الإساءة إلى "المقطم" وأصحابه1 ثم هي توجه نظر الصحف الأوربية إلى ما تنشره "المؤيد" وتحكم إلى الرأي العام؛ ليحافظ على التقاليد الخديوية المشهورة بمنع التقسيم بين الرعية, وتشرح للصحف العربية خطر الدعوة إلى تبثها "المؤيد" وأذنابها من الصحف, وتلفت نظر صحيفة "الحقوق" إلى ذلك؛ إذ لا تجد جريدةً أخرى من الجرائد العربية التي انتصرت للمؤيد تستحق أن تذكر على مسمع من أهل الفضل والأدب2".

كتبت "المقطم" ذلك, واحتفلت الصحف الأجنبية بما كتبته, وبذلت كبريات الصحف لذلك اهتمامًا بليغًا, ومن هذه الصحف: "لوبروجريه اجبسيان" التي ردت على الشيخ علي يوسف حملته, وهاجمت سياسة التعصب, وأغرت الحكومة بهذه الصحيفة؛ لأنها تدعو إلى التعصب الذي من شأنه أن يعرض الأمن للاضطراب, وحياة الأوروبيين للخطر؛ لأن الشيخ: علي يوسف, يدعو إلى أن يقوم قسم من الشعب بذبح القسم الآخر3.

ولم تقتصر صحف الاحتلال على مهاجمة "المؤيد" فسحب, بل كانت تناهض الصحف الموالية لها مناهضة جاهدة, ومن هؤلاء صحيفة "المقياس" التي كانت تطبع في دار "المؤيد" وتكتب مقالاتها بوحي من الشيخ: علي يوسف, وأنصاره.

والحق أن "المقياس" كانت قاسيةً, صريحةً في عصبيتها للدين والوطن, وأنها سلّت أقلامها للنيل من "المقطم" وأصحابه, وحملت عليها حملةً شعواء, وأساءت إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015