أقول هذا تعليقًا على تشكك الدكتور حسام الدين الخطيب في أن يوافق النحويين على استعمال هذا الفعل ومشتقاته، وتأكيده أنه لا يوجد أساس لغوي لكلمة عولمة، وقوله: إنه إلى حد علمنا تأخرت الجهات المختصة في معالجة هذا الأمر. ولعله يقصد المجامع اللغوية، فها نحن أولاء قد وضحنا الأساس المعجمي والصرفي لتلك الكلمة، فلا خوف إذًا من استعمالها فهي عربية تمامًا كما قلنا منذ قليل.
وليس من المعقول أن نقف حيارَى في كل مرة تقابلنا مثل تلك المسألة، بل علينا أن نعمل حسنا اللغوي ومعارفنا النحوية والصرفية والمعجمية، مستلهمين ذوقنا الذي اكتسبناه بممارسة لغتنا العبقرية التي لا يعجزها شيء، اللهم إلا خوف بعضنا أو تردده أحيانًا دون مسوغ.
هذا من جهة التأصيل اللغوي.
أما من الناحية الاصطلاحية لكلمة العولمة، فتقول المادة المخصصة له في "الموسوعة العربية العالمية": يطلق هذا المصطلح الذي انتشر في التسعينيات من القرن العشرين على عملية التداخل الثقافي بين أنحاء العالم المختلفة، وما ينتج عن ذلك من تأثير ثقافي وسياسي واقتصادي. والعولمة ترجمة لمصطلح إنجليزي، وقد اشتقت بالعربية من توحد العالم بتوحد المؤثرات الثقافية أو الحضارية، تحدث في العولمة نتيجة التطور الهائل في وسائل الاتصال بين المجتمعات والدول، وانتقال المؤثرات من بلد إلى آخر بسرعة لم يسبق لها مثيل.
فالاتصالات الهاتفية عبر الأقمار الصناعية، والمحطات الفضائية التلفازية، وانتقال الناس عبر المواصلات السريعة من طائرات وغيرها، كل هذه عوامل تزيد من تداخل الشعوب والثقافات ببعضها البعض. ونموذج الأخبار التي تنقلها