إن مثل تلك المزاعم العجيبة تناقض طبيعةَ العقل البشري الذي يقول: إنه في مجال الأدب لا يمكن أن يتذوق القارئ أو السامعُ أيَّ إبداعٍ ما لم يفهمه أولًا، ولو على نحو مقارب. أما مع غموضه واستغلاقه فهذا ما لا يمكن أن يكون.
وهكذا، ينبغي أن يكون كل مِن الأديب الذي يأخذ عن الآداب الأخرى، والدارس المقارن الذي يتناول البحث في هذا الأخذ عن الآداب الأخرى على ذكر من هذا كله؛ حتى لا تنجر قدماه إلى الرمال المتحركة المهلكة، وهو يظن أنه سائر في الطريق والاتجاه الصحيحين دون أن يعرف أنه إنما يسيء صنعًا.
والسلام عليكم ورحمة الله.