جلد غنم؛ ليخدع الراعي، ولحق بالقطيع في أرض معشوشبة دون أن يكشف أحد أمره، وعندما هبَط الليل أغلق عليه الراعي الحظيرة مع الغنم، ولما شعر الراعي بالجوع استل سكينه وراح يذبح أحدَ حيواناته؛ ليعد طعام العشاء، وكان هذا الحيوان هو الذئب.
جلس الدُّب تحت شجرة يشحذ أسنانه، فسأله الثعلب: لِمَ تجعل أنيابك حادة على هذا النحو إذا لم يكن هناك صياد يتعقبك ولا خطر يتهددك؟ فأجاب الدب: عندي مسوغ هام لذلك، هو أنه إذا ما تهددني الخطر فلن يكون عندي الوقت لشحذها، بل عليها أن تكون مستعدةً للعمل.
جرى الفأر مسرعًا فوق جسم الأسد وهو نائم، فهبَّ من نومه غاضبًا وأمسك به يريد أن يلتهمه، غير أن الفأر توسل إليه أن يتركه، واعدًا أن يرد الجميل يومًا ما، فضحك الأسد من وعده وتركه لحال سبيله، ومرت الأيام إلى أن جاء يوم وقع فيه الأسد في حبائل الصيادين الذين ربطوه في شجرة بالحبال، وذهبوا لتناولوا الطعام، وسمع الفأر زمجرةَ الأسد، فذهب إليه مسرعًا، وراح يقرض الحبل بأسنانه، ويقول: لقد سخرت مني ذلك اليوم عندما وعدتك برد الجميل؛ لأنك لم تتوقع أن أرد لك كرمك، وهأنذا أفعل الآن، ولعلك تدرك أنه حتى الفئران تقدر على الاعتراف بالجميل.
شد انتباه الأسد ما يحدثه نقيق الضفدعة، وقد ظنه في البداية يصدر عن حيوان كبير الحجم، وبعد أن انتظر لحظةً شاهد الضفدعة تخرج من البركة، فجرى إليها ووضع قدمه فوقها؛ لسحقها، ويقول: عجبًا، حجم مثل حجمك يصدر هذا الصوت العظيم.