ولسنين كثيرة كانت حكايات "يعسوب" تروى بالتواتر من جيل لآخر. وفي حوالي عام ثلاثمائة قبل الميلاد، قام سياسي أثيني اسمه "ديمتريوس فارليوس" بجمع حوالي المئتين منها في مجموعة أسماها "تجمعيات حكايات يعسوب"، وقد ترجم هذه المجموعة إلى اللاتينية بعد حوالي ثلاثمائة سنة عبد إغريقي عتيق يسمى "فيدروس" وفي نحو عام مائتين وثلاثين ميلادية قام الكاتب الإغريقي "فالرليوس بابريوس" بضم حكايات "يعسوب" إلى بعض الحكايات الهندية، وترجمها شعرًا إغريقيًّا.

ومنذ ذلك الحين أعاد كتاب آخرون روايةَ الحكايات، وزادوا من معانيها، إلا أن الحكايات لم تفقد مطلقًا بَساطتها وجاذبيتها الأصليين.

ومن قصص "إيسوب" التي وصلتنا القصص التالية:

كان الثعلب يتضور جوعًا ويبحث عن أي شيء يسد رمقه عندما رأى تجويفًا كبيرًا في شجرة بها وجبة طعام، تركها الرعاه ليتناولها بعد القيلولة، فأكلها الثعلب، وعندما امتلأت معدته وانتفخ بطنه لم يستطع أن يخرج من التجويف، فأخذ يصيح، وسمع صياحه ثعلب آخر فسأله: ماذا حدث؟ وعندما روى القصة له كان رده: ابقَ حيث أنت، حتى تجوع وتعود المعدة إلى وضعها الأول، وعندئذٍ تستطيع الخروج بسهولة.

مَرَّ ثعلب على كرمة عنب فأخذ يقفز لكي يأكل العنب، إلا أنه لم يتمكن من الوصول إليه، فقال: على أية حال، العنب لا يزال حصيمًا لم ينضج بعد.

دخل ثعلب منزل ممثل، وأخذ يعبث بمحتوياته، فوجد قناعًا على شكل وجه غول مخيف، وراح يقول: يا له من رأس جميل، خسارة ألا يكون فيه مخ. اعتقد الذئب أنه لو تخفى لاستطاع الحصول على صيد وفير، فوضع على جسمه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015