وفي المقطع الثالث: يقدم لنا الطبيعة البحرية، وقد هبت عليها الرياح فكشفت عن أستارها الدفينة في أعماقها؛ ليعكس لنا الأفكار الدفينة في أعماق البشر المنصهرين تمامًا في الحلم البحري.
وفي المقطع الرابع: تظهر صورة الإنسان المؤمن بالتغير، ورافع راية التحدي للطبيعة من أجل تغيرها داخليًّا:
آه ارفعيني مثل موجة أو ورقة أو سحابة.
هأنذَا أسقط على أشواك الحياة ويسيح دمي.
إن وطأة الحياة الثقيلة قد غلت وأحلت إنسانًا يشبهك أنت.
شرودًا سريعًا متكبرًا.
وفي المقطع الأخير: تأتي النتيجة، فالبذور التي زرعها "شيلي" تحت الأرض أنبتت عند قدوم الربيع وتفجرت حياة الأرض، وانطلقت البراعم الخضراء تفجر السهوب في ميلاد يوم جديد، فهو وإن جعل ثنائية الطبيعة الموتَ والحياةَ، وثنائيةَ الإنسان التشاؤم والتفاؤلَ مسيطرةً ومتناوبةً، قد غلب في النهاية نزعة الحياة على الموت في الطبيعة، ونصب نزعة التفاؤل على التشاؤم في الإنسان.
وهذه إحدى خصائص المدرسة الرومانسية الإنجليزية المفارقة بهذه خاصة للمدرسة الفرنسية "لامارتين" مثلًا:
انثر كالشرار والرماد مجمرة لا تخلو كلمات بين البشر.
وكوني في شفتي بوق النبوة للأرض الغافية.
أيتها الريح إذا أقبل الشتاء فهل سيتأخر الربيع طويلًا؟