يا رياح البحر العاصفة.

يا نفس ينبعث من كيان الخريف.

أنت يا مَن تساوق أمام وجودك الخفي.

الأوراق المالية كأشباح تولي هاربة.

من ساحر صفراء وسوداء وشاحبة وحمراء محمومة.

جموع روعها الوباء أنت.

وأنه من خلال هذا الجو الشاحب، والطبيعة الحزينة، يبرز التفاؤل والأمل؛ ليعطي حقيقة الأشياء في الطبيعة.

إذًا يقدم الصورتين المتناظرتين للخريف: الحزن، وللربيع: التفاؤل، على أنهما منفصلتان، بل قدمهما على أنهما متداخلان وتؤلفان وجهين لحقيقة واحدة. ومن ثَم نستطيع أن نفهم ما يقصده الشاعر بالرياح الغربية، إنها رمز مستعار من الطبيعة لحركة الحياة الدائبة، بل هي دستور الحياة وجاذبيتها المستمرة:

حتى تجيء أختك اللاذة والدوية.

ريح الربيع وتنفخ في بوقها فوق الأرض الحالمة.

فتدفع البراعم الحلوة أسرابًا تغتذي في الهواء.

وتملأ السهل والتل بالعبير والألوان المحلية.

وفي المقطع الثاني: يقدم لنا ثنائية الطبيعة مرةً أخرى، ولكن بصورة أكثر عنفًا وقوةً، فالرياح أخذت شكل العاصفة التي تُشبه حركتها حركةَ شعر الراقصات اليونانيات وهن يرقصن في مهب العاصفة، وهنا يقدم "شيلي" أهم خاصة في القصيدة، وهي الذوبان في الطبيعة، واعتبار الإنسان جزءًا هامًّا فيها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015