إلى بروز تساؤلات حول الوجه العالمي للإبداعات الأدبية المنصبة في خدمة الإنسانية جمعاء، وتوثيق أواصر الحوار المشترك بين شعوبها وثقافاتها انتهى الاقتباس.
الأمر إذًا لا يخرج عن دائرة الاحتمال والإمكان، وهو ما يعني أن الأدب المقارن قد ينجح في الوصول إلى الغاية المبتغاة منه، وقد يفشل كما قلنا سابقًا.
ومن هنا نجد الكاتب في بداية مقاله يعود لطرح القضية من خلال السؤال التالي: ما هدف الدراسة في الأدب المقارن؟ ثم يتابع قائلًا: للإجابة عن هذا السؤال نقترح جملة من المهام التي اضطلع بها الأدب المقارن في العصر الراهن، وذلك في مجالات عدة هي الإشارة لأهمها على النحو الآتي:
1 - الحِوار: يُمكنُ للأدب المقارن أن يمثل جسر الحوار بين الثقافات المختلفة، من خلال إيجاد مواطن التأثير والتأثر بين نصوص الإبداعية في تلك الثقافات، وتشخيص نقاط الاختلاف والائتلاف بين الأنظمة الثقافية المختلفة.
2 - التركيز على البعد الإنساني للأدب، وذلك من خلال إبراز التقارب بين الغايات القصوى، التي ترمي إليها الآداب القومية المختلفة، والتي قد تتباين من حيث وسائل التعبير واللغة، ولكنها تتآلف من حيث الغاية.
3 - الترجمة: إذ يرى العديد من الباحثين أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين مستقبل الأدب المقارن، وازدهار الترجمة في العديد من بقاع العالم؛ فدراسات الترجمة تنبع من الدراسات اللغوية والأدبية والتاريخية والأنثربولوجية، والنفسية والاجتماعية والعرقية وغيرها.
ودراسات الترجمة تقوم على افتراض أساسي، وهو: أن الترجمة ليست نشاطًا هامشيًّا، ولكنها كانت ولا تزال قوة تغيير قادرة على تشكيل تاريخ الثقافة؛ لقد