وهي ترجمة غريبة لا معنى لها، فوق أنه قد ترتب عليها انطماس المعنى الذي أردته الكاتبة فوق انطماسه الأصلي، وكأنه كان ينقصنا هذا الغموض الإضافي, والصواب هو أن "فايتس" كلمة لاتينية تعني "الرجل الغني" وقد تستعمل اسم علم على الغني في المثل الذي ضربه "السيد المسيح" حسبما ورد في إنجيل اللوق على إمكان ذهاب الفقير المريض المحتقر بعد موته إلى الفردوس، وتمتعه هناك بكل ما يشاء من ألوان النعيم في الوقت الذي يصلع فيه الغني المتخم أهوال الجحيم بسبب قساوة قلبه وكبره واحتقاره لأمثال ذلك المريض البائس، وعدم مد يد المساعدة له.
ويبدو أن هذا الاسم كان موجودًا في بعض نسخ الأناجيل قبلًا ثم حذف، وكما يرى القارئ لا علاقة لهذه اللفظة بهذا السكوت لا من قريب ولا من بعيد، وغريب أن يفهمها المُترجم هذا الفهم، وهي موصوفة بالاسم الموصول " who" الدال على العاقل لا على المعاني ولا الأشياء وسائر ما لا يعقل، علاوة على أن الكلام على أساس من ترجمته لا يستقيم ولا يتسق أبدًا.
وكان من جراء هذا الخطأ أن انطلق الدكتور "البطل" فأفاض في الكلام عن عقيدة الخطيئة والسقوط في الفكر النصراني، مخصصًا لذلك صفحتين كاملتين تحت عنوان "السقوط" أو "الخطيئة" شرح فيهما الأسطورة التي قامت عليها عقيدة الخطيئة في التراث النصراني، ومنشأها في الفكر الصومالي والإغريقي وغيره، ويرى القارئ الآن كيف نشأ الخطأ الذي قاد إلى كل ذلك، دون أن يكون هناك ما له لشيء منه، علاوة على أن مثل هذا الفهم قد ضاعف غموض القصيدة، ومن ثم زاد القارئ إرهاقًا فوق ما أصابه من إرهاقها الأصلي.