وكعادة الدُّكتور "بطل" نراه لا يتوقف لو لحظة متشككًا أو على الأقل متسائلًا عما ما إذا كان قد أصاب الرمية، بل يمضي مطمئنًا تمام الاطمئنان لا يعرف التردد ولا التثبت، ولا يلفت إلى أن النص حسب ترجمته لا يمشي أبدًا.
ومن هُنَا فإننا نتساءل: أو يمكن من يؤدي الترجمة على هذا النحو أن يقاوم القصيدة، ثم لا يكتفي بل يقارن أيضًا بينها وبين أشعار "السياب"، ثم مرة أخرى لا يكتفي بهذا بل يقاوم الشاعرة الإنجليزية، ونظيرها العراقي ويحكم أن صورها وفنها كله لا في تلك القصيدة فقط، أفضل كثيرًا من صوره وفنه؟.
والمسألة ببساطة: هو أن "ديفيس" لا يعني "السقوط" بل هو اسم يرمز إلى الجشع المادي عند السياسيين ورجال الأعمال، الذين كل همهم تكدس المال بل عبادته وعدم المبالاة بالمشاعر والقيم النبيلة في الحياة.
كذلك فات الدكتور "بطل" أن عندنا في القصيدة كما في إنجيل لوقا لعاذرين وليس لعاذر واحدًا, لعاذر الفقير المغطى جسده بالقروح وكانت الكلاب تلحسه، وقد ورد ذكره في المثل الذي سبق في الإشارة إليه مرارًا, أما العاذر الآخر فهو العاذر أخو "مارت" و"مريم" الذي كان يحب المسيح عيسى ابن مريم وهو الذي أقامه النبي الكريم من القبر وأعاده إلى الحياة بعد أن كان قد مضى على موته أربعة أيام حسب الرواية الإنجيلية.
ومن هُنا وجدنا الشاعرة تتحدّثُ عن القروح في سياق الحديث عنه في أكثر من مرة، "وفي هذا السطح يرقد جسد أخينا "العاذر" وقد دفن من قبر العالم، وقد كان ينام في ذلك الموت الكبير مثل الذهب في قشرة العالم، وحوله مثل البرق