الشرقية والإغريقية رموزًا أساسية للحياة والموت لغة وصور الشعر الحديث, ذلك لأن "إليوت" واحد من كبار شعراء القرن العشريين؛ فضلًا عن أنه يجمع بين النقد والمسرح والنظرية الفلسفية والثقافية، كما أنه حائز على جائزة نوبل للآداب اعترافًا له بتقدير شعره، الذي أقامه على نظرية من التطوير وهي نظرية المعادل الموضوعي.
ولقد لاحظ "جبرا إبراهيم جبرا" ما يقوله الدكتور "شاهين" في كتابه سالف الذكر أنّ الأساطير والإشارات التي انطوت عليها الأرض الليباب مثل "فيلبس الفينيقي" و" تموز" و"الملك الصياد" وغيرها من الأساطير وجدت سبيلها إلى أعمال الكُتّاب العرب، بما فيها من أصل محلي كان عاملًا في تقريب "ألد إليوت" من محاولتهم الشعرية والنسج على منوالها.
إلّا أنّ التّأثر الشعري العربي به ذا الجانب الشعري -كما لاحظ "جبر"- لم يتجاوز الجانب الظاهري، ويرجعُ هذا -حسبما لاحظ بعض الدارسين- إلى ما في شعر "إليوت" من صعوبة أسهمت بشكل كبير في منع القارئ العربي من التفاعل المطلوب معه؛ بسبب مرجعيته الفلسفية والرمزية والأسطورية والتاريخية، فضلًا عن عدم دقة الترجمة العربية لإبداعاته.
ونفس الشيء ينطبق على "أديس سيتويت" الذي تأثرت بها أشعار السبق كما رأينا، ولدي مثال فاقع الأخطاء الرهيبة التي يقع فيها من يتصدى لتفسير أشعارها، وللحديث عنها وعن تأثيرها في "السياب" وهو كتاب الدكتور "علي البطل" "شبح القايين" بين "إديس سيت" و"بدر شاكر السياب" إذ وجدته يخطأ أخطاء عجيبة، لا تليق بمن يتصدى لمثل تلك المهمة الجليلة؛ فكانت النتيجة كارثية بكل المقاييس إذ أتى باستنتاجات ما أنزل الله بها من سلطان.