انتزع الأبيات التي ترجمها من مواضع بالقصيدة، وكيف رتبها حيثما شاء, وعندما بلغ إلى قوله: "فأزحف على أربع فالحضيض والعلا سيان". زاد على ذلك قوله: "والحياة كالفناء" وهذه الزيادة قد جاء بها من قصيدة أخرى " where life and death equal" مما يدل على أن هذا الربط المتباعد كان يعتمد على اختزانه القصائد الشاعرة في ذاكرته إلى جانب ترجمته المتعمدة.
ويجري "السيابُ" على منوال الشاعرة الإنجليزية أيضًا في استخدام رموز المطر ففي قصيدة "أنشودة المطر" تجتمع لديه الكآبة الفردية بمنظر المطر بالاستبشار بما قد يتمخض عن المطر من زوال الجوع، وهذا يشبه جمع الشاعرة في قصيدتها "أمطار النسيان" بين البهجة بالحياة وتحسب الجفاف الذي سيعتلي كل شيء في الوجود. أما قصيدتها "وما زال المطر يتساقط" حيث يومي المطر إلى الموت والدماء والقنابل المتساقطة من الغارات الجوية؛ فإنها قد ألقت ظلها التام على قصيدة "السياب" "مدينة السندباد".
ولعل قصيدتا "مارسيلية دايكور" و"مارسيلية الآلهة" و"من رؤيى فقاي" أقوى قصائد الشعر صلة بأثر "أديس سيتويت" لأنها تعد شاهدًا على الاتباع الدقيق، وعلى الاستقلال في نطاق ذلك الاتباع, فقد عمد الشاعر إلى قصيدة "ترنيمة السرير" " laugh bay" وإلى ثلاثة قصائد في القنبلة الذرية فأستمد منها كثيرًا من تصوراتها، ومن الجو العام الصالح لمثل موضوعه، بل جاراها في بعض الرموز والعبارات مقتبسة أو محورة.
وبالنسبة لـ"صلاح عبد الصبور" وتأثره بـ"إليوت" يؤكد دكتور "محمد شاهين" في كتابه عن "إليوت" وتأثيره في الشعر العربي أن قصيدة "لحن" والموجودة في ديون "الناس في بلادي" الصادر عام 1957م متأثرة بثلاث قصائد لـ"إليوت" هي "صورة